اختتمت في أبوظبي اليوم فعاليات مؤتمر الدفاع الدولي، المصاحب لمعرضي (آيدكس ونافدكس 2023)، الذي نظمته مجموعة أدنيك بالتعاون مع وزارة الدفاع وبشراكة استراتيجية مع مجلس التوازن.
وانطلقت اليوم فعاليات مؤتمر الدفاع الدولي، المصاحب لمعرضي (آيدكس ونافدكس2023) في مركز أدنوك للأعمال بأبوظبي، بمشاركة طيف واسع من القادة والمسؤولين ممثلي الجهات الدفاعية والأمنية والأكاديمية والشركات في المنطقة والعالم.
وحقق المؤتمر الذي عقد تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات القائد الأعلى للقوات المسلحة، نجاحاً لافتا، حيث شارك فيه أكثر 1800 مشارك من القادة وكبار المسؤولين ممثلي الجهات الدفاعية والأمنية والأكاديمية والشركات في المنطقة والعالم.
وشهد المؤتمر انعقاد 4 جلسات حيث شارك فيها أكثر من 17 متحدثا بارزاً.
الجلسة الأولى
بعنوان “الوعد والتبعات: الآثار والمخاطر الاجتماعية والاقتصادية للانتشار المضطرد في تبني تقنيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات العصبية والعضوية والواقع الممتد.”
تناولت التبعات الاقتصادية والاجتماعية ومخاطر الاعتماد واسع النطاق للتقنيات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا العصبية والحيوية والواقع الممتد، ففي الوقت الذي تقدم فيه هذه التقنيات فرص واعدة لتطوير الكفاءات، تنطوي على العديد من المخاطر والتحديات المتمثلة في حالة من عدم اليقين للنواحي الاجتماعية ما قد يؤدي إلى بروز تحديات ومتطلبات جديدة للتعامل معها قد تواجه المؤسسات الدفاعية والأمنية.
وأشار عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد في دولة الامارات:” إلى أن التحديات هي الإيجابيات المزيفة، فمع مرور الوقت ومن خلال تزويد هذه الأنظمة بمزيد من البيانات ستكون قادرة على تقديم مخرجات أفضل.
وأضاف: “هناك العديد من التحديات التي نحتاج إلى تحليلها. هذه الأنظمة ليس لديها نفس مستوى التعاطف والتفكير مثل البشر. ومن المهم ألا تكون القرارات المتخذة شديدة التطرف أو الهجوم”.
وأوضح أهمية التقليل من الممارسات غير المسؤولة والتي قد تُحدث نتائج سلبية كبيرة، لذلك علينا العمل معاً وتحقيق أعلى مستويات التعاون المثمر والإيجابي لمواجهة هذه التحديات.
وقال الجنرال جون دبليو نيكلسون جونيور، المدير التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن في الشرق الأوسط:” توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي الكثير من حيث الكفاءة، والقدرة على اتخاذ القرار والإدراك.
ومع ذلك، يبقى القرار في نهاية المطاف للعقل البشري. لذلك، فإن تدريب الناس هو المفتاح.
وقال فرانسوا ريجيس بولفيرت، المدير الدولي للتعاون العلمي، بمجموعة نافال بأننا اليوم في مرحلة مفصلية تفرض علينا تغيير الطريقة التي نتفاعل بها مع الجيل الشاب. وبالطبع، علينا نحن كبشر أن نكون المحور الرئيسي في عملية اتخاذ القرار.
الجلسة الثانية
المواكبة: كيف سيغير التضمين المتزايد للتكنولوجيا المتقدمة في أماكن العمل من مناهج تطوير المواهب وإدارة الموارد البشرية
بحثت جوانب بناء الموارد البشرية وتطويرها وكيف يستفيد رأس المال البشري من الفرص التي يوفرها التقدم التقني، إضافة إلى الاستجابة للتحديات التي ترافق التطورات التقنية المتواصلة.
وضمت قائمة المتحدثين في الجلسة كلاً من: جيمس أنتوني مورس (رئيس أكاديمية ربدان)، ومعالي روبرت كاتشاتريان (وزير صناعة التقنية المتقدمة في أرمينيا)، وأنطوان نوغولر (رئيس الإستراتيجية في إيرباص)، و حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي لبوابة بيانات.
وسلط جيمس مورس الضوء على التحديات التي تحاول المؤسسات التعليمية تجاوزها في هذا المجال الناشئ بقوله: “ستزداد أهمية مهارات التحليل والابتكار والتفكير النقدية أهمية في الأوساط القيادية بالتوازي مع استمرار التطور التقني. وستتحول إلى مواضيع محورية لا بد أن نحرص على تغطيتها في العملية التعليمية.
وسيكون للقطاع الخاص دور أكبر بلا شك في البيئة التشغيلية المستقبلية، لا سيما وأنّ التقنية تطرح قدراً هائلاً من الفرص في مجالات التعليم والتدريب”.
ومن جانبه، أشار روبرت كاتشاتريان، وزير صناعة التقنية المتقدمة في أرمينيا، إلى أنّ تطوير قطاع التقنية المتقدمة يأتي على رأس أولويات أرمينيا، حيث قال: “يتمثل طموحنا في تحويل أرمينيا إلى وجهة لتصنيع المنتجات العلمية عالية القيمة واستهلاكها في ظل اقتصاد أوسع نطاقاً. ولتحقيق هذا الهدف، يلزم مواصلة الاستثمار في رأس المال البشري، والعمل على إنشاء الروابط العلمية والتجارية والشبكات الوظيفية وغيرها من أشكال التعاون التي تشكل ركائز أساسية للسياسات التي يجب العمل على تطويرها”.
من ناحيته، تناول السيد حسن الحوسني الدور الريادي لقطاع الدفاع في عملية البحث والتطوير في مختلف المجالات والأهمية المتزايدة لاستخدام الحلول التقنية المتاحة.
وقال: “نتوقع من حلول الذكاء الاصطناعي أن تقوم بالتحليل المعمق وإنشاء رؤى متعددة المستويات ومن ثم تزويد البشر بالنتائج لنتمكن من إضافة أحكامنا ومعارفنا وتجاربنا الشخصية على عملية صناعة القرار.
ولا بد أن تتطور القوى العاملة البشرية وتتخلص من مهام المعالجة الأدنى مستوى من أجل التركيز على جوانب صقل المهارات وتعددها ومنح الأولوية للمهام الأعلى مستوى”.
الجلسة الثالثة
التكنولوجيا في الطليعة: تأثير التكنولوجيا الناشئة على العمليات الحديثة ومستقبل الحروب
في معرض مشاركته في الجلسة الثالثة، قال اللواء الركن الدكتور مبارك سعيد بن غافان الجابري، الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع الإماراتية: “حددت دولة الإمارات عدداً من الخطط والاستراتيجيات المستقبلية لإنجاز التحول الرقمي، كما تعمل قيادتنا وفق رؤيةٍ حكيمة وواضحة لتحقيق طموحاتها في نشر التقنيات المتطورة.
وأضاف، نسعى في الوقت نفسه إلى بناء علاقات التعاون مع شركاء استراتيجيين، إلى جانب تحديد متطلبات استخدام التقنيات ورأس المال البشري ومتطلبات التدريب اللازمة، لنضمن نجاح نشر هذه التقنيات.
كما نستفيد من البيانات الهائلة التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلّم الآلة، فنعمل على تحليلها وتصنيفها لاستخدامها في الوقت المناسب من أجل حماية دولتنا والدفاع عنها وتنفيذ جميع مهماتنا بنجاح”.
من جانبه، قال نائب الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية: “نرى اليوم أن الوسيلة الأفضل لتحقيق الأمن تتمثل في تعزيز إمكانات الردع والاستعداد الأمثل في الدرجة الأولى، إضافةً إلى إمكانات الاستجابة الفعّالة في حال حدوث الهجمات.
الجلسة الرابعة
الجبهات التالية: الغريزة البشرية تحاول تجاوز أبعاد العالم الواقعي الحالي واستقراء المستقبل وتوسيع البصمة الإنسانية في مجالات الفضاء والعالم الرقمي.
في إطار مشاركته في الجلسة، قال نيكوس باباتساس، الشريك في مجموعة أي أف أيه: “يشهد العالم اليوم مرحلةً مميزة من مسيرة تطور قطاع الفضاء، والتي تتميز بانتشار تقنيات الثورة الصناعية الرابعة على نطاقٍ واسع، مما يؤكد أهمية قطاع الفضاء وضرورة التعاون بين الحكومات والجهات المعنية في القطاع”.
من جانبها، قالت آنا كارين روزين، الرئيس التنفيذي لشركة ساب في دولة الإمارات: “يشهد قطاع استكشاف الفضاء في وقتنا الحاضر مرحلةً من التطور الإيجابي، وأصبحنا نمتلك الأدوات اللازمة لتحقيق أفضل استفادة من هذا التطور.
كما تقدم التقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي مزايا عديدة وفرصاً هائلة للاستثمارات البشرية في الفضاء، سواء كانت في مجال الدفاع أو التطبيقات التجارية”.
وبدوره قال بالمر لوكي، مؤسس ومكتشف شركة أوكلوس في آر التابعة لشركة أندوريل للصناعات: “يجب أن تركز جميع الحكومات اليوم على توفير الفرص للشركات التي تقدم تقنياتٍ وحلولاً مبتكرة في مختلف المجالات، مما يتيح لها مجالاً عادلاً لمنافسة الشركات التي ما تزال موجودة منذ وقتٍ طويل”.
وأضاف نيكوس باباتساس قائلاً: “تشكّل أجهزة الملاحة أهم الأصول التي تركز الحكومات على حمايتها في الفضاء، يليها تعزيز إمكانات التواصل وتطوير أجهزة الاستشعار، والتي تشمل أجهزة استشعار الرادار أو الأجهزة الكهروضوئية. وتمثل هذه التقنيات أهم الإمكانات التي يتعين على الجهات المعنية توفيرها وتطويرها لضمان حماية أصولها”.
المصدر: وكالات