عند 1560 مترا فوق سطح البحر يعود المنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس” لانعقاده الشتوي هذا العام، بعد سنوات تأثر خلالها الحدث بوباء كوفيد.
ويستضيف منتجع دافوس في سويسرا المنتدى الاقتصادي العالمي، في الفترة من 16 إلى 20 يناير/كانون الثاني 2023، تحت شعار “التعاون في عالم مجزأ”.
سيشارك في منتدى دافوس هذا العام 52 رئيس دولة وحكومة إلى جانب 56 وزيرا للمالية و19 محافظا للبنوك المركزية و30 وزيرا للتجارة و35 وزيرا للخارجية.
وسيكون قادة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية من بين 39 من رؤساء الوكالات الدولية.
كما يستضيف منتجع التزلج الراقي أكبر عدد على الإطلاق من مسؤولي الشركات إذ سيشارك في فعاليات المنتدى ما يزيد على 600 مدير تنفيذي من بين 1500 من قادة الأعمال، منهم أكبر عدد على الإطلاق من المديرات التنفيذيات.
ويجمع المنتدى هذا العام أكثر من 2700 من الحكومات والشركات والمؤسسات، تمثل المجتمع المدني، والذي يعد رقما قياسيا من الحضور في لحظة حاسمة بالنسبة للعالم.
وسيعمل دافوس 2023 كمنصة رئيسية لتعزيز الحلول التطلعية ومعالجة التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا من خلال التعاون بين القطاعين العام والخاص.
يُعقد المنتدى تقليديًا في دافوس، في أعلى مدينة بالقارة الأوروبية (1560 مترًا)، تحيط بها الجبال وتضم أكبر محطة تزلج في سويسرا.
ورغم ذلك، فإن دافوس لا تشتهر بالثلج ولكنها اشتهرت باستضافة المنتدى الاقتصادي العالمي.
يحضر هذا الاجتماع السنوي نخبة من قادة السياسة والتجارة والثقافة والإعلام، جميعهم يرغبون في المشاركة في الأجندة الدولية.
ما هو دافوس؟
تأسس دافوس في عام 1971 في جنيف (سويسرا) كمنظمة غير ربحية “مستقلة وغير متحيزة وغير مرتبطة بمصالح خاصة”، ومؤسسها هو كلاوس شواب، الأستاذ في جامعة جنيف، الذي دعا في البداية 444 مديرًا تنفيذيًا من الشركات الأوروبية لحضور اجتماع حول حوكمة الشركات في مركز المؤتمرات بدافوس، وفقا لـbbva.com.
وكانت فكرة شواب هي تقديم نهج إدارة الأعمال الأمريكية للشركات الأوروبية، ولم يتخيل قط أن هذا الاجتماع سيؤدي إلى قمة دولية لا مثيل لها كما هي اليوم.
خرجت آلاف الأفكار من منتدى دافوس. لم تتحقق جميعها، لكن بعضها قطع شوطًا بعيدًا: اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، الموقعة بين كندا والمكسيك والولايات المتحدة، تم اقتراحها لأول مرة في اجتماع غير رسمي في دافوس.
كان يهدف إلى “تحسين وضع العالم” بحسب وثائقه؛ حيث جاءت فكرة إنشائه عندما وجه كلاوس شواب -وهو أستاذ جامعي سويسري متخصص في إدارة الأعمال- الدعوة لمديري المؤسسات والشركات الأوروبية لاجتماع غير رسمي في مدينة دافوس بسويسرا في يناير 1971، كمحاولة لبحث سبل مواجهة تحديات السوق العالمية، وكانت هذه الدعوة بداية لتأسيس منتدى الإدارة الأوروبي كمؤسسة لا تهدف الربح، والذى تطور تنظيميًا حتى وصل إلى الشكل العالمي بعد أن تجاوز رسالته المحدودة، وهو ما دفع مؤسسه كلاوس شواب في عام 1987 إلى تغيير اسمه إلى “المنتدى الاقتصادي العالمي”، والذى أصبح منذ ذلك التاريخ يتمتع بصفة استشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة.
من يحضر في دافوس؟
يستقطب المنتدى الاقتصادي العالمي نحو 3000 شخص، ثلثهم تقريباً من قطاع الأعمال. ومن يحضر إلى المنتدى، يجب أن يكون قد تلقى دعوة رسمية، وفي هذه الحالة يكون دخوله مجانياً، أو أن يكون عضواً في المنتدى الاقتصادي العالمي، وهذا قد يكلف 480،000 جنيه إسترليني.
ويحضر في المنتدى زعماء العالم وشخصيات رئيسية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ورؤساء الشركات الكبرى من أمثال: كوكاكولا وغولدمان ساكس و آي بي أم.
ومن بين الضيوف الذين اعتادوا على حضور المنتدى بانتظام: الملياردير الأمريكي جورج سوروس، ورئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير، والرئيس التنفيذي لفيسبوك مارك زوكربيرغ، وبونو مغني فريق يو 2 الشهير.
ومن المقرر أن تركز المناقشات على التحديات القصيرة المدى مثل كيفية تجنب مخاطر حدوث ركود عالمي في عام 2023 وكيفية ضمان عدم تراجع الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ بسبب أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب حرب أوكرانيا والعقوبات على روسيا.
المصدر: وكالات