أثارت قرارات مجلس صيانة الدستور الجديدة جدلا واسعا في إيران انعكست تداعياته في تغطية الصحف الصادرة اليوم، الخميس 6 مايو (أيار)، لهذا الموضوع.
وذكرت وسائل إعلام داخل إيران أن مجلس صيانة الدستور أخطر أمس الأربعاء 5 مايو، وزارة الداخلية بـ”شروط جديدة” فرضها على الراغبين بالتسجيل للترشح في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقرة في يونيو (حزيران) المقبل.
ووفقًا للتعديل الجديد، يجب أن يتراوح عمر المرشح للرئاسة بين 40 و75 عامًا، ويكون حاصلا على درجة الماجستير أو ما يعادلها على الأقل، وشغل منصبًا إداريًا في الدولة لمدة 4 سنوات على الأقل. كما جاء في المرسوم أيضا أن “كبار قادة القوات المسلحة” يمكنهم الترشح لمنصب الرئيس.
وعلق عدد من الصحف مثل “آرمان ملي” و”اعتماد” و”ابتكار”، و”وطن امروز”، و”كيهان” على التعديل الجديد لشروط الترشح للانتخابات. وكان الموقف العام للصحف الإصلاحية هو معارضة هذه الشروط الجديدة، فيما أيّدت الصحف الأصولية قرارات مجلس صيانة الدستور واعتبرتها نهاية للانفلات من القوانين والمقررات والفوضى في موضوع الترشح للانتخابات الرئاسية.
وعنونت صحيفة “آرمان ملي” بالقول “هل يحق لمجلس صيانة الدستور القيام بالتشريعات؟”، وأكدت أن المجلس ليس له حق التشريع.
أما “وطن امروز” التي كانت القرارات الجديدة مرضية لها فاعتبرت هذه الخطوة بأنها “نهاية لانتهاك القانون”، وذكرت أن قانون الانتخابات الذي تسير عليه إيران منذ 4 عقود يفتقر لعنصر الحداثة والعصرية، وأوضحت أن المرشد وبعد قراءاته المعمقة لقوانين الانتخابات السابقة أبلغ مجمع تشخيص مصلحة النظام بالقانون الجديد للانتخابات.
كما علقت بعض الصحف على تصريحات رئيس الجمهورية حسن روحاني الذي ادعى أن العقوبات الأميركية قد انكسرت عمليا، وعنونت صحيفة “إيران” الحكومية بكلام روحاني، وقالت: “روحاني: أعلن للشعب أن العقوبات قد انكسرت”.
أما “وطن امروز” المقربة من الحرس الثوري فانتقدت صراحة روحاني بالإعلان عن انتهاء العقوبات قبل التوصل إلى اتفاق نهائي مع واشنطن.
يمكننا الآن أن نقرأ عناوين بعض الصحف الأخرى
“آرمان ملي”: مجلس صيانة الدستور لا يحق له التشريع
انتقدت صحيفة “آرمان ملي” قرارات مجلس صيانة الدستور الجديدة، والتي سيُحرم بموجبها عدد من الشخصيات من الترشح للانتخابات، وأكدت في تقريرٍ لها أن مجلس صيانة الدستور -الذي يحكم الأصوليون قبضتهم عليه – ليس له حق التشريع وإنه مؤسسة رقابية.
وتساءلت الصحيفة بالقول هل تقر وزارة الداخلية باعتبارها المؤسسة المكلفة بإجراء الانتخابات، هذه القرارات التي أعلن عنها مجلس صيانة الدستور أمس الأربعاء؟، موضحة أن هذه القرارات قد زادت من قلق المهتمين بالشأن الداخلي الإيراني لاسيما وأنها تأتي في الوقت الذي لا تزال أجواء الانتخابات في إيران لهذه الدورة باردة وأن الأجواء حتى الآن ليست أجواءً انتخابية.
“تجارت”: الاقتصاد الإيراني يعاني من ظاهرة “الغلاء اللاصق”
أشارت صحيفة “تجارت” الاقتصادية إلى التطورات الأخيرة التي تشهدها أسواق العملات الصعبة والذهب، والتراجع الملحوظ في أسعار العملات على خلفية التوقعات بحصول تفاهمات في مفاوضات فيينا النووية، إلا أن الصحيفة بينت أن هذا التراجع في أسعار الذهب والدولار لم يكن له أي تأثير على الغلاء في القطاعات الأخرى، حيث لا تزال الكثير من القطاعات تشهد ارتفاعا في الأسعار، لاسيما أن الحكومة تسمح باستمرار رفع الأسعار للعديد في القطاعات الاقتصادية.
وعللت الصحيفة استمرار ظاهرة الغلاء في الأسواق إلى عدة عوامل وأسباب منها ظاهرة “الغلاء اللاصق”، حيث أن بعض الأسعار قد “لصقت” على سلع بعينها وليس من السهولة أن تتراجع إلى الأسعار السابقة حتى لو تراجعت أسعار الذهب والدولار.
كما عزت الصحيفة السبب في الغلاء المستمر هو فقدان الأسواق للرقابة الحكومية، مستشهدة في ذلك بكلام رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان السابق محمد حسن نجاد، الذي قال إن الحكومة، ولكونها لا تقدم الدعم لبعض السلع، فإنها لا تستطيع أن تحدد لها أسعارا بعينها وبالتالي لا يمكن منع الأشخاص من بيع سلعهم بالأسعار التي يريدونها.
“وطن امروز”: تناقض بين تصريحات المسؤولين الإيرانيين والأميركيين حول رفع العقوبات
سلطت صحيفة “وطن امروز” الضوء على التناقض الموجود بين تصريحات المسؤولين الإيرانيين والمسؤولين الأميركيين حول رفع العقوبات عن إيران، حيث يدعي المسؤولون في إيران أن العقوبات شارفت على الانتهاء، في حين يؤكد مسؤولون في إدارة بايدن أن الطريق لا يزال طويلا أمام العودة إلى الاتفاق النووي، وعنوت الصحيفة في صفحتها الأولى بالقول “فواصل ذات دلالة”.
وانتقدت الصحيفة كلام رئيس الجمهورية وقوله إن “العقوبات قد انكسرت”، وقالت إن هذه التصريحات لا يمكن أن تحقق مصالح إيران لأنها سوف تحمل رسالة حاصلها أن البلاد مستعدة في كل الأحوال لإبرام اتفاق، متهمة الحكومة بمحاولة استغلال موضوع المفاوضات من أجل أهداف تتعلق بالانتخابات.
“كيهان”: تراجع أسعار الذهب والدولار مصطنع لأهداف انتخابية
شككت صحيفة “كيهان” في إمكانية استمرار تراجع أسعار العملات الصعبة والذهب في إيران، مؤكدة أن هناك أدلة وبراهين تثبت أن استمرار هذا التراجع أمر لا يمكن الجزم به، وعزت السبب في ذلك إلى تدخل الحكومة في خفض أسعار الدولار من أجل الفعاليات الانتخابية قبل موسم الانتخابات، كما اتهمت الحكومة بأنها تقف وراء هذا التراجع لكي توهم الشعب بأن هذا التراجع هو نتيجة للمفاوضات النووية الجارية.
وذكرت الصحيفة أن قيام الحكومة بتحديد أسعار جديدة أغلى من الأسعار السابقة لبعض القطاعات، يدل على أن هذا التراجع في أسعار الذهب والعملات الصعبة هو مصطنع، ومرتبط بالانتخابات الرئاسية القادمة