COP27: ” إنذار” من جزيرة هاواي الأميركية: “الانبعاثات الكربونية باتت.. غير مسبوقة”

تُعنى أشغال القمة الإطارية في شرم الشيخ المصرية، بشكل رئيس، بمناقشة سبل كبح التغير المناخي، والحد من احترار الكوكب، وفي غضون ذلك، حذر باحثون من تسارع ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون في الهواء، بشكل لم تعهده الحضارة الإنسانية من قبل.


ويجدر بالذكر أن، ثاني أكسيد الكربون (CO2) هو غاز عديم الرائحة ومهم للحياة على الأرض، وهو من الغازات التي تحبس الحرارة وتنظيم حرارة الأرض بصورة طبيعية، لكن التركيز المفرط منه، كفيل بتعطيل التنظيم الطبيعي لدرجة الحرارة في الغلاف الجوي.


وقد زاد تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي نتيجة للثورة الصناعية، والنمو المتسارع في أنشطة التصنيع عالميا، وتعد إزالة الغابات والزراعة الجائرة واستخدام الوقود الاحفوري مصادر رئيسية لانبعاثات الكربون الخطرة.


إلى ذلك، نقلت تقرير عن باحثين بمرصد مونا لوا الواقع بجزيرة هاواي الأميركية، والذي يعد الأقدم في العالم لقياس معدلات ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوى، قولهم إن ما نراه حاليا هو حرفيا انفجار لانبعاثات الكربون في الهواء على المستوى العالمي كليةً، مؤكدين أن، الأرض لم تعهد تركيزات عالية للكربون بهذه الضخامة من قبل.

بدوره، أوضح أيدان كولتون، رئيس فريق البحث بـمونا لوا، أن معدلات ثاني أكسيد الكربون تعادل حاليا ربما ما شهدته الأرض قبل ثلاثة ملايين عام، مشيرا إلى أن نتائج تحليل العينات التى يتم جمعها يوميا من الهواء تثبت أن ذلك الكربون نتج عن احتراق الوقود الاحفوري، مما يؤكد فرضية أن الإنسان هو المسؤول الأول عن الاحترار العالمي، رغم أن البعض، لايزال يشكك بهذه المسألة.


ويستدعي ذلك إلى الأذهان، مسألة المسؤولية الأميركي-أوروبية، عن النسبة الأكبر من الانبعاثات الكربونية، والتشدق وحسب بالتزام الحياد الكربوني.

وإذا أردنا على هذا مثالا، سنجد بالحالة الألمانية، تراجعا بالتوسع في مجال طاقة الرياح خلال العام الحالي، مقارنة بنفس الفترة من العام الفائت.


فبينما بلغ عدد التربينات الحاصلة على تصاريح للعمل منذ بداية العام حتى نهاية أيلول/ سبتمبر 612 تربينا، كان عددها العام المنصرم عن نفس الفترة، 660 تربينا.


ولايزال هذا الرقم بعيدا عما كانت تسجله البلاد فى بعض سنوات الذورة، كالعام 2014، الذي دخل فيه نحو 1212 تربينا جديدا مجال الخدمة.

وبالنظر إلى توزيع التربينات الجديدة على مساحة ألمانيا بشكل عام، يظهر الفرق جليا بين الولايات، فبينما منحت ولاية كنورد راين فيستفاليا تصاريحها لـ 147 تربينا جديدا، بلغ الرقم في بارفاريا 5 فقط، و7 بساكسونيا، وهو ما يعكس حالة من عدم المسؤولية السياسية، وتضارب التصريحات بين الساسة، دون الإفضاء إلى إجراءات جدية.


وتصدر معظم انبعاثات الكربون عن 20 دولة هي الأكثر تقدمًا في العالم، ومازالت لا تستطيع سبيلا إلى الالتزام بالحياد الكربوني، إلا عبر التصريحات، والوعود وحسب.