مونديال 2022: “كأس العالم للعار”..سلسلة وثائقية ألمانية تهاجم قطر

في ألمانيا بدا الحماس والابتهاج الذي يسبق انطلاق بطولة كأس العالم، خافتا، قُبًيل أيام معدودة من انطلاق مونديال قطر 2022، في ظل انتقادات ازدادت حدتها في وسائل الإعلام الألمانية على خلفية شروط منح قطر تنظيم البطولة وطريقة تعاملها مع العمّال المهاجرين، وحقوق المثليين والنساء.


وفي ذلك، كانت القناة الألمانية الأولى، قد أنتجت سلسلة وثائقية، من أربعة أجزاء، حملت عنوان، “قطر ..ـ كأس العالم للعار”
وفيها، لم تقتصر الانتقادات فقط على وسائل الإعلام والمسؤولين الرياضيين في ألمانيا مثل الدولي الألماني السابق أندرياس ريتّيش، بل شملت حتى بعض الساسة، مما تسبب في عاصفة دبلوماسية بين ألمانيا وقطر، لاسيما بعد تشكيك وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فايزر بأهلية قطر لاستضافة البطولة، إذ قالت خلال مقابلة تلفزيونية إنّ استضافة قطر للمونديال أمر “بالغ الحساسية” بالنسبة للحكومة الألمانية، مشددة على أنه “من الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل هكذا دول”.

وفي المقابل، اتهم وزير الخارجية القطري ألمانيا “بازدواجية المعايير” بسبب انتقاداتها لسجل حقوق لإنسان في بلاده ودافع في مقابلة صحافية نُشرت في 7تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري عن استدعاء الدوحة للسفير الألماني للاحتجاج.


وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في لصحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ الألمانية “من ناحية، يتم تضليل االشعب الألماني من قبل الساسة الحكوميين. ومن الناحية الأخرى، ليست لدى الحكومة الألمانية مشكلة معنا عندما يتعلق الأمر بشراكات أو استثمارات في مجال الطاقة”.


أستراليا تطالب بضمان سلامة المشجعات:
بجهة أخرى، وعلى خلفية خضوع نساء لفحص قسري “نسوي” في مطار الدوحة قبل عامين وخشية منهن من تكرار أحداث مشابهة في كأس العالم بقطر، طالبت مجموعة من النساء في أستراليا بضمان سلامة المشجعات في مونديال قطر الذي سينطلق، في غضون أيام.


القصة تعود إلى تشرين الأول/أكتوبر 2020 ، حيث خضعت نساء على متن عشر رحلات مغادرة من الدوحة، بينهن 13 استرالية، لفحوص في إطار بحث السلطات عن والدة طفلة مولودة حديثا عُثر عليها في دورة مياه في المطار.


وبعد عامين، رفعت خمس نساء، الشهر الفائت، دعاوى قضائية في أستراليا ضد شركة الطيران وهيئة الطيران المدني القطرية، للمطالبة بتعويضات جراء الصدمة التي تعرضن لها، وطالبن من خلال محاميهن بعدم تكرار هذا الحادث.

وقال المحامي داميان ستورزاكر إن “مجموعة النساء الشجاعات هذه اضطرت للجوء إلى القضاء لإبلاغ قطر أن ما حدث غير مقبول وينبغي عدم السماح بتكراره”.


وأضاف “قبل أقل من شهر على كأس العالم، يحق للنساء الحصول من قطر على ضمانات باحترام حقوق الإنسان”، وتسبب الحادث بتوترات دبلوماسية، وأبدى رئيس مجلس الوزراء القطري “أسفه العميق واعتذاره”.


وأظهرت وثائق رُفعت إلى المحكمة الاتحادية الأسترالية في وقت سابق من الشهر الفائت، أن النساء الخمس اللواتي كانت أعمارهن آنذاك تراوح بين 31 و 73 عامًا، كن مسافرات على متن رحلة متجهة من الدوحة إلى سيدني في أستراليا.


وبينما كانت طائرتهن على مدرج المطار، تم بث إعلان في المقصورة يطلب من جميع النساء مغادرة الطائرة مع جوازات سفرهن، و”دخل أشخاص بالزي الرسمي ومسلحون الطائرة”. ثم نُقلت أربع نساء إلى سيارات الإسعاف وجردن من ملابسهن، واُخضعن لفحوصات نسوية، على نحو قسري.

هيومن رايتس ووتش تنتقد أوضاع العمالة
وعن حقوق العمالة الوافدة بقطر قالت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية إنه رغم التحذيرات المتكررة من جانب العمال أنفسهم ومنظمات المجتمع المدني، تقاعست الفيفا عن فرض شروط قوية لحمايتهم وأصبحت عاملا ممَكّنا لسوء المعاملة الواسعة التي عانى منها العمال، منها رسوم التوظيف غير القانونية، وسرقة الأجور، والإصابات، والوفيات.


تتحمل الفيفا مسؤولية تحديد هذه الانتهاكات ومعالجتها وفقا لـ “مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان”، التي اعتمدتها الفيفا في نظامها الأساسي عام 2016، وسياستها الحقوقية التي تبنتها العام 2017. كما تتمتع الفيفا بموارد كافية للتعويض، إذ من المتوقع أن تحقق بطولة كأس العالم 2022 إيرادات تزيد عن 6 مليارات دولار.


وأضافت أن الإصلاحات العمالية الرئيسية التي أدخلتها السلطات القطرية، جاءت متأخرة، ومنها ما نُفّذَ بشكل ضعيف، لم يُفِد الكثير من العمال.


حجوزات مدفوعة للترويج لقطر!
وردا على الانتثادات السالفة وغيرها، كانت تقارير صحافية قد تحدثت عن منح اللجنة العليا للمشاريع والإرث المنظِمة لمونديال قطر 2022 حجوزات فنادق وتذاكر مباريات وبطاقات ائتمان مدفوعة مسبقا لمئات المروّجين من أنحاء العالم وشجّعتهم على نشر تعليقات إيجابية حول البلد المضيف.


ويشارك أكثر من 450 مشجعا من 59 دولة في البرنامج وفق اللجنة المنظمة التي تؤكد أنه “لا يقوم على دفع مقابل لمشجعين ضيوف للقيام بترويج منسّق” وتشدد على أن “دورهم تطوعي وغير مدفوع الأجر” ولا ينطوي على “أي التزام بمشاركة المحتوى الذي توفره لهم اللجنة”.


لكن مدونة السلوك التي وقعها “قادة المشجعين” تفرض بعض “مبادئ النشر الفضلى” التي يجب احترامها على شبكات وسائل التواصل الاجتماعي. وتورد الوثيقة أن “رأيك يخصك” لكن “من غير المناسب الانتقاص من قطر أو اللجنة المنظمة أو كأس العالم”.
وتُقام فعاليات كأس العالم 2022، خلال الفترة من 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري وحتى 18 كانون الأول/ ديسمبر المقبل، حيث ستكون هذه هي المرة الأولى التي تنظم فيها البطولة بدولة عربية والمرة الثانية في دولة آسيوية، بعد نسخة العام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.