كشفت قضية تسفير الإرهابيين إلى بؤر القتال عن أخطر ملف عاش على وقعه التونسيون في العشرية الأخيرة من حكم الإخوان.
وأظهرت شهادات بثتها، الأحد، إذاعة محلية تونسية تفاصيل مرعبة في علاقة شركة الطيران “سيفاكس إيرلاينز” المتورطة في قضية تسفير الإرهابيين إلى بؤر التوتر التابعة للإخواني رجل الأعمال التونسي محمد فريخة، عن كيفية عبور التونسيين الحدود إلى بؤر الإرهاب.
الشهادات جاءت من مضيفي الطيران بشركة “سيفاكس” وبثتها إذاعة “موزاييك” في الفترة الزمنية الممتدة بين 2012 و2014 زمن حكم الإخوان.
وقال أحد مضيفي الطيران إنه تم منعهم في تلك الفترة من إعداد تقارير الطيران التي يتم إعدادها في حال ملاحظة سلوك غريب عن مسافر.
من جهته، أكد مضيف طيران آخر أنه عاين يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 2014 حادثة غريبة في الرحلة المتوجهة من تونس إلى مطار كمال أتاتورك بتركيا تتمثل في وجود مسافر كانت تبدو عليه علامات الاضطراب ثم نزل هذا المسافر في مطار تركيا إلا أن السلطة التركية رفضت قبوله فقام بمهاجمتهم ليتبين فيما بعد أنه عنصر داعشي.
كما أفادت “رانية” وهي مضيفة طيران بشركة سيفاكس في شهادتها أنه كان يفرض عليهم لباسا معينا في بعض السفرات أي ارتداء سروال وعدم وضع ماكياج وترديد دعاء السفر، مضيفة أن عدد المسافرين كان يكبر في بعض الرحلات.
ويمثل زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي، الإثنين، أمام جهات التحقيق في ملف تسفير التونسيين إلى بؤر التوتر، كما تم استدعاء نائبه علي العريض، رئيس الوزراء التونسي الأسبق، بالإضافة إلى القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري، للاستماع إلى أقوالهم في قضية تسفير الشباب إلى بؤر التوتر والإرهاب.
وسبق أن قالت فاطمة المسدي، عضوة لجنة التحقيق التي شكلها سابقا البرلمان التونسي في شبكات التسفير إن “السلطات التونسية شكلت أواخر 2016 لجنة تحقيق برلمانية في الشبكات المتورطة بتجنيد وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر”، مشيرة إلى أنه “في تلك الفترة، تقدم العديد من المواطنين ببلاغات (شكاوى) في اختفاء أبنائهم، لكن لم يتم التحقيق فيها”.
وأضافت في مقابلة سابقة مع “العين الإخبارية” أن “هؤلاء لم يجدوا آذانا صاغية من السلطات الأمنية ومؤسسات الدولة، فتوجهوا إلى البرلمان وقدموا جميع الملفات، لكن الدولة كانت في تلك الفترة متورطة في إخفاء الملفات المتعلقة بقضية تسفير الأشخاص”.
وبخصوص علاقة رجل الأعمال والبرلماني السابق عن حركة النهضة الإخوانية محمد فريخة بملف التسفير، أكدت المسدي أن “جميع المعطيات تتهم شركة الطيران (سيفاكس إيرلاينز ) وصاحبها في عملية دخول وخروج الإرهابيين عبر طائراتها، بالتواطؤ مع نواب الإخوان وقيادات أمنية ورئيس فرقة حماية أمن الطائرات بمطار تونس قرطاج سابقا، عبدالكريم العبيدي”.
وتقدمت فاطمة المسدي أواخر عام 2021 بشكوى ضد الإخوان حول ملف شبكات التسفير.
وقبل سنوات، شكلت تونس لجنة برلمانية للتحقيق في الشبكات المتورطة بتجنيد وتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في العالم، للمشاركة في القتال بصفوف تنظيمات إرهابية.
وبحسب تصريحات سابقة لعدد من القيادات الأمنية التونسية، لعبت حركة النهضة الإخوانية -حين كانت بالحكم- دورا رئيسيا في تسهيل عبور الإرهابيين من مطار قرطاج، إضافة إلى تدريب عدد من الشباب على استعمال الأسلحة في 3 مراكز تابعة لوزارة الداخلية، وتمرير حقائب من الأموال.
وبحسب أحدث البيانات، اعتقلت السلطات التونسية، في إطار القضية، الكثير من الأسماء البارزة مثل فتحي البلدي وعبدالكريم العبيدي، وفتحي بوصيدة، والنواب التابعين للإخوان محمد فريخة، ورضا الجوادي، ومحمد العفاس، إضافة إلى البشير بلحسن (إمام)، ووزير الشؤون الدينية الأسبق نور الدين الخادمي.
المصدر: العين الإخبارية