بعد ثلاث سنوات مضطربة بسبب «كوفيد – 19»، يأمل الآباء والمعلمون والأطفال أن يكون العام الجديد طبيعياً، وبفضل اللقاحات والاختبارات والأدوية والمعرفة الأفضل، قد يكون الهدف أقرب من أي وقت مضى، لكن هذا لن يحدث تلقائياً، دون اتباع نهج شامل، يرى تقرير لجامعة ميتشغان الأميركية، أنه «يجب أن يتضمن ست طرق».
أولى الطرق التي أشار التقرير المنشور على الموقع الرسمي للجامعة في 13 أيلول/سبتمبر الحالي، هي الحصول على كل الحماية الممكنة من اللقاحات، بأن يحصل الأطفال والمراهقون الذين لم يتم تطعيمهم، أو الذين تم تطعيمهم لكنهم لم يحصلوا بعد على جرعة معززة، على اللقاح في أسرع وقت ممكن.
وفي الأسبوع الماضي، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض، على جرعات جديدة معززة ثنائية التكافؤ، والتي توفر حماية أفضل ضد متغيرات أوميكرون «BA.4» و«BA.5»، التي يتم تداولها حالياً.
ومن الأفضل، وفق التقرير، أن يحصل هؤلاء الذين يبلغون من العمر 12 عاماً أو أكبر والذين تلقوا جرعتين من اللقاح القديم أو جرعة معززة أحادية التكافؤ، قبل شهرين على الأقل، على لقاح معزز جديد ثنائي التكافؤ.
وأولئك الذين يبلغون من العمر 18 عاماً أو أكثر يمكنهم الحصول على معزز «ثنائي التكافؤ» من شركة فايزر أو موديرنا، وهؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عاماً، يمكنهم فقط الحصول على معزز «فايزر» ثنائي التكافؤ.
أما الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً الذين خضعوا لجرعتين من اللقاح القديم، لكن لم يحصلوا على جرعة معززة، فهم مؤهلون فقط للحصول على اللقاح المعزز الأقدم.
ولا تنسَ الأشقاء الصغار من الأطفال في سن المدرسة، حيث تتوفر اللقاحات الآمنة والفعالة للأطفال حتى سن ستة أشهر.
وأظهرت الدراسات أن الأطفال والبالغين الذين تم تطعيمهم، وخاصة أولئك الذين حصلوا على جرعات معززة، يميلون إلى أن تكون لديهم أعراض أقل حدة.
أما ثاني الطرق، التي أشار إليها التقرير، فهي استخدام الأقنعة، حيث تظل الأقنعة عامل حماية من الفيروس، بما في ذلك المتغيرات الجديدة.
وتوصي الإرشادات الجديدة لمراكز السيطرة على الأمراض، المدارس بطلب أقنعة في أي وقت يكون فيه مستوى العدوى في المجتمع المحيط مرتفعاً، وتقول إن أي شخص يرغب في ارتداء قناع في المدرسة عندما تكون المستويات أقل يجب أن يتلقى الدعم.
ويجب أن تشتمل قائمة التسوق الخاصة بالعودة إلى المدرسة على أقنعة الترشيح العالية، وإذا كان الطفل يكافح لارتداء قناع جراحي مناسب أو قناع ترشيح أعلى مثل أقنعة (KN95) و(KF94) أو (N95)، فإن قناع القماش أفضل من لا شيء، ويجب أن يكون أفضل قناع مناسباً ومريحاً بما يكفي لارتدائه طوال اليوم.
ثالث الطرق، هي إبقاء المرضى في المنزل وبعيداً عن الآخرين، حيث يجب على الأشخاص الذين يعانون من الحمى أو غيرها من الأعراض المحتملة لـ«كوفيد – 19» البقاء في عزلة، حتى مرور خمسة أيام على الأقل للتأكد من زوال الحمى دون مساعدة الدواء.
والعزل يعني فصل المصاب عن باقي أفراد الأسرة في غرفة مغلقة، وإحضار الطعام والشراب إلى باب غرفته، وإلزامه بارتداء كمامة في حال اضطر إلى الخروج لدورة المياه.
وقد يحتاج بعض الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة إلى العزل أو ارتداء قناع لفترة أطول وإجراء اختبارات مستضد سريعة سلبية مرتين في فترة 48 ساعة لإنهاء العزلة.
ويركز الطريق الرابع الذي ذكره التقرير على حماية فئة «الأطفال والبالغين المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة»، ويشير التقرير إلى أن أي شخص يعيش مع آخرين معرضين لخطر الإصابة بالفيروس بسبب صحتهم أو عمرهم، يجب أن يتخذ احتياطات إضافية (مثل ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة)، وعندما تكون مستويات العدوى مرتفعة في المجتمع.
وإذا كنت تخطط لزيارة شخص شديد الخطورة، فاستخدم القناع لتقليل فرصة إحضار الفيروس إليه، خاصةً إذا كان طفلك في المدرسة أو في أنشطة لا يرتدي فيها قناعاً بانتظام. ووفق التقرير، فإن أي شخص يزيد عمره عن 12 عاماً ولديه خطر متزايد للإصابة يمكنه تلقي أدوية مثل «باكسلوفيد» إذا أصيب بالمرض، لكن يجب أن يكون ذلك في غضون الأيام الخمسة الأولى بعد بدء المرض. وبالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر كبير، ممن هم في سن فوق 12 عاماً، يتوفر الجسم المضاد الوقائي (إيفوشيلد)، وهو جسم مضاد أحادي النسيلة يمكنه الوقاية من الأمراض الشديدة ويتم إعطاؤه كل ستة أشهر للأشخاص المعرضين لخطر شديد للغاية للإصابة بـ«كوفيد – 19» الشديد.
ويشير الطريق الخامس، إلى الهواء النقي، والذي يمكن أن يساعد المزيد منه، والمزيد من تنقية الهواء الداخلي في تقليل انتشار العدوى.
ويوجه التقرير إلى ضرورة اهتمام المدارس بتحسين جودة الهواء عن طريق فتح النوافذ، واستخدام فلاتر عالية الجودة في نظام التدفئة والتكييف، وزيادة نسبة الهواء النقي الذي يختلط بمصدر الهواء المركزي، ووضع أجهزة تنقية الهواء في الفصول الدراسية، وتنظيف المرشحات أو استبدالها بانتظام.
الطريق السادس والأخير، هو الحصول على الاختبارات السريعة التي أصبحت متوفرة، ولم يكن ذلك متاحاً في الأعوام الماضية.
ووفق التقرير، فإنه إذا ظهرت أعراض على شخص ما وكانت الاختبارات إيجابية في اختبار سريع، فمن شبه المؤكد أنه مصاب بـ«كوفيد – 19» ويمكن أن ينشره للآخرين، ويجب أن يخضع حينها للعزل لمدة خمسة أيام على الأقل بعد يوم أول اختبار سريع إيجابي لهم.
وإذا كان لدى شخص ما أعراض «كوفيد – 19» أو كان على اتصال وثيق بشخص مصاب مؤخراً، واختبر سلبياً في اختبار سريع، فيجب عليه الاختبار مرة أخرى باختبار سريع آخر بعد 48 ساعة، وأن يخضع للعزل إذا ظهرت عليه أعراض، أو يرتدي قناعاً في الأماكن العامة، ويمكنه أيضاً إجراء اختبار «بي سي آر»، وهو أكثر دقة.
المصدر: وكالات