كشف علماء في كلية ليفربول للطب الاستوائي بقيادة البروفيسور نيكولاس كاسويل وفريقه عن اكتشاف رائد.
يتمثّل هذا الاكتشاف في أول علاج يمنع بشكل فعال تلف الأنسجة المدمّر الناجم عن سم الكوبرا الأفريقية.
ويشتهر هذا السم بإحداث تدمير سريع للجلد والعضلات والعظام، مما يؤدي غالباً إلى إصابات وتشوهات دائمة.
وحدد فريق البحث، الذي تعاون فيها علماء من دول عدة من بينها كندا والدنمارك وكوستاريكا والولايات المتحدة، أن إعادة استخدام عقار “فاريسببلاديب” الجزيئي الصغير، يمكن أن يمنع بشكل فعال أحد السموم الرئيسية المسؤولة عن نخر الجلد في سم الكوبرا.
ويحمل الاكتشاف الذي نُشِر في دورية “بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس”، وعداً هائلاً بإحداث ثورة في علاج لدغات الثعابين الاستوائية، وخصوصاً تلك الناجمة عن سم الكوبرا، والتي تسبب آثارًا ضارة طويلة المدى على ما يقرب من 400 ألف فرد في جميع أنحاء العالم كل عام.
وأثبتت مضادات السموم الموجودة عدم فعاليتها ضد السموم المحلية الشديدة الناجمة عن سم لدغات الكوبرا بسبب عدم قدرتها على اختراق المنطقة المتضررة بشكل فعال.
ومع ذلك، فإن استخدام عقار “فاريسببلاديب”، الذي يستهدف سموماً معينة، يمثل حلاً قابلاً للتطبيق للتخفيف من تلف الأنسجة ومنع الإعاقة وبتر الأطراف، وخصوصاً في المناطق الأفريقية حيث تنتشر لدغات الكوبرا.
وشدد الدكتور ستيفن هول، أحد الباحثين الرئيسيين المشاركين في الدراسة، على أهمية هذه النتيجة في تلبية الحاجة الملحة لعلاجات فعالة للدغات الأفاعي.
وسلط الضوء على فاعلية “فاريسبلاديب” الرائعة في تثبيط النخر الذي تسببه الكوبرا الأفريقية، مما يوفر الأمل في إنقاذ الأرواح والحفاظ على أطراف ضحايا لدغات الثعابين في جميع أنحاء العالم.
وأعربت كيرا بارتليت، المؤلفة الرئيسية المشتركة للدراسة، عن تفاؤلها بشأن التطبيق الواقعي المحتمل لعقار “فاريسببلاديب”، مع الأخذ في الاعتبار اختباره السابق في التجارب السريرية البشرية.
وشددت على أهمية هذا الاكتشاف في توفير حل فوري لقضية صحية عالمية ملحة.
المصدر: وكالات