تطبيق كلوب هاوس ومفهوم ” النخبوية الإليكترونية”


كتب د.إيهاب خليفة عبر موقع مركز المستقبل للدراسات مقالاُ بعنوان: هل يحوز “كلوب هاوس” مكانة تويتر بالتواصل الاجتماعي؟، ونوه إلى أن تطبيق Clubhouse شغل الرأي العام بصورة قد تفوق المنتظر من التطبيق في حقيقته، لأنه لن يقدم إضافة جديدة حقيقية، ومع ذلك فقد أثار حالة مجتمعية نشطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أن هذا التطبيق تم تسويقه وتقديمه بطريقة جعلته متميزًا في الطرح عن غيره من تطبيقات التواصل الاجتماعي، لكونه قاصراً على الانضمام من خلال الدعوات الحصرية، ومقصورًا على مستخدمي “الآي فون” فقط، وقد ساهم في ذلك دخول بعض كبار المؤثرين من رجال الأعمال، مثل “إيلون ماسك” و”مارك زوكيربرج” على الخط، من خلال إعلانهم المشاركة في غرف الدردشة الخاصة بهذا التطبيق.
هذا وأشار الكاتب أيضاً، أن فكرة عمل تطبيق “كلوب هاوس” ليست بالجديدة، بل هي قديمة للغاية، وكانت موجودة بالفعل حينما بدأت ثورة التواصل الاجتماعي مع ظهور برامج الماسنجر والشات في نهاية التسعينيات من القرن الماضي، يمثلها في ذلك التوقيت برنامج “بالتوك” الشهير في ذلك الوقت، الذي كان يقوم على فكرة غرف الدردشة الصوتية والكتابية، قبل أن تتطور ويُضاف إليها الفيديو أيضًا.
وعرف التطبيق بأنه أحد تطبيقات غرف الدردشة الصوتية، وظهر في أبريل 2020 لمستخدمي هواتف الآي فون فقط، وتأسس تطبيق على يد شركتي Rohan Seth وPaul Davison في الولايات المتحدة الأمريكية، ويقوم على الغرف المغلقة.
إضافة إلى أن عدد مستخدميه عند بداية إطلاقه لم يكن يتجاوز بضعة آلاف، معظمهم من عالم التكنولوجيا في السيليكون فالي ومناطق متفرقة حول العالم، وقد استغلوه خلال فترة انتشار فيروس كورونا للتواصل مع بعضهم بعضًا، لكن سرعان ما أصبح عدد مستخدمي التطبيق يقدرون بالملايين، وتجاوزت قيمة الشركة المليار دولار.
في المقال أيضاً، عدد الكاتب مميزات كلوب هاوس، من حيث السهولة الكبيرة في الاستخدام، وانتقد في المقابل البيروقراطية الشديدة في المشاركة، وقال أنه يمكن لأي مستخدم أن يشارك في غرفة بضغطة زر، وأن يستمع إلى المحادثات ويشارك فيها وينسحب بهدوء شديد من خلال الضغط على Leave Quietly، وأيضًا يمكن استخدام الهاتف في تصفح تطبيقات أخرى في نفس وقت استخدام “الكلوب هاوس”، أو حتى ترك الهاتف جانبًا وكأنك تستمع إلى الراديو، مع خصوصية في أن المحادثات لن يتم تسجيلها، على الأقل داخل التطبيق.
لكن المشاركة في التطبيق -من ناحية أخرى- صعبة إلى حد ما. فلا بد أولًا من أن يكون المشترك من مستخدمي الآي فون، ويجب أن يقوم عضو داخل هذا النادي بتوجيه الدعوة له، بعدها ينتظر ساعات قليلة حتى يتم تفعيل الحساب الخاص به في هذا النادي حتى يتمكن من المشاركة.
ولهذا السبب – برأيه- يلقى كلوب هاوس اتهامات بالعنصرية، أن التطبيق مقصور على مستخدمي هواتف الآي فون، تلك الهواتف المعروف عنها أنها باهظة الثمن، حيث لا يستطيع جميع الأفراد اقتناءها مثل الهواتف التي تعمل بنظام الأندرويد، فقد عمل ذلك على توجيه اتهامات بالعنصرية للتطبيق، وأنه مقصور على فئة معينة من المستخدمين، ولكن قد تكون هناك أسباب أخرى لتضييق الحرية على كافة المستخدمين غير فكرة العنصرية.
فمن المعلوم أن عدد مستخدمي هواتف الأندرويد في العالم يفوق بأضعاف كبيرة عدد مستخدمي الآي فون، ولأن التطبيق ما زال حديثًا، وقائمًا على فكرة المحادثات الصوتية التي تحتاج طاقات حوسبية عالية، ومع ذلك فإن خدمة البودكاست التي يتيحها التطبيق كفيلة بزيادة عدد مستخدميه حول العالم من جهة أخرى.
وفيما يبدو، أن الشركة المالكة للتطبيق كانت قد استمعت لهذه الإنتقادات، وأعلنت في العاشر من الشهر الجاري، أنه اعتبارًا من 16آيار/مايو الجاري، يمكن لمستخدمي أندرويد تنزيل التطبيق وتثبيته عبر هواتفهم، لكن المسألة رغم ذلك – مازالت قيد التجربة-.