كشف مصدر مطلع في أحد الدوائر القريبة من الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، أن مع بداية تدخل النظام المصري لإيجاد حل لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كان هناك توترات وتخبط بين أجهزة النظام، انقسم على إثرها رجال “السيسي” إلى جبهتين، حيث تزعم رئيس جهاز المخابرات المصري “عباس كامل” الجبهة الأولى والتي كانت تنحاز لموقف تل أبيب ويرى ضرورة التنسيق وفتح قنوات الاتصال مع إسرائيل قبل قيام النظام المصري بإعلان موقفه. أما الجبهة الثانية فضمت وزير الدفاع المصري “ذكي بدر” ووزير الخارجية “سامح شكري”، والتي إنحازت للموقف الفلسطيني وضرورة دعم غزة.
وبعد أن عرضت الجبهتين موقفها على “السيسي”، استقر على تبني موقف حازم بضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة.
ونجحت الوساطة المصرية في وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وذلك بعد 11 يوماً من هجمات إسرائيلية فى محيط حى الشيخ جراح وشوارع القدس المحتلة وُصفت بأنها الأعنف منذ عام 2014، وكما كشف عنف القصف عن وحشية الإحتلال، حيث وصلت حصيلة الضحايا من الشباب والمواطنين الفلسطينيين أكثر من 220 جريحا.
فضلاً عن تقديم مصر 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة، في مبادرة خصصها الرئيس المصري لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، نتيجة الأحداث الأخيرة، على أن تشارك الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، فضلاً عن فتح المعابر لنقل المصابين، وإيفاد الأطباء وعربات الإسعاف.
وأضح المصدر، أن مدير المخابرات المصري “عباس كامل” كان له دور كبير في إنجاح الوساطة المصري لوقف إطلاق النار ونجح في الاتصالات مع تل أبيب والضغط لقبول الشروط المصرية للهدنة وهو ما يحسب له. ويمكن القول أن “السيسي” هو أكثر المنتصرين من أحداث غزة الأخيرة، حيث ارتفعت اسهمه داخل الشارع المصري والعربي بسبب التحركات المصرية في حل الأزمة ووقف إطلاق النار، وتصدر المشهد السياسي كزعيم عربي وإسلامي، وعلى الجانب الدبلوماسي أصبحت القاهرة هي المتحدث الأول باسم القضية الفلسطينية مما جعل زعماء العالم يجرون اتصالات مع “السيسي” والنظام المصري للتباحث حول الخطوات القادمة.