بعد قرابة أسبوع من مساع بريطانية لتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، ويوم من تحركات ألمانية مشابهة، دخلت فرنسا على الخط.
فوزارة الخارجية الفرنسية قالت اليوم الثلاثاء، إنها لم تستبعد فكرة إدراج الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، بعد يوم من قول ألمانيا إن التحرك سيكون مهما ومنطقيا على الصعيد السياسي.
ورغم أن فرنسا كانت تعارض حتى الآن ضغوط إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، إلا أن باريس تركت الباب مفتوحا أمام هذا المسعى، عقب مزيد من وقائع الإعدام لمحتجين هذا الأسبوع وما أثير بشأن التنسيق العسكري بين طهران وموسكو الذي شهد نقل طائرات مسيرة إلى روسيا في حربها على أوكرانيا.
وعند سؤالها إذا ما كانت باريس ستدرج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجندر للصحفيين في إفادة يومية “نظرا لاستمرار هذا القمع، تعمل فرنسا مع شركائها الأوروبيين على فرض عقوبات جديدة، من دون استثناء أي منها”.
تدهور العلاقات
وتدهورت العلاقات بين باريس وطهران في الأشهر الماضية في ظل تعثر جهود إحياء المحادثات النووية التي تشارك فيها فرنسا، فيما اعتقلت طهران سبعة مواطنين فرنسيين في ظل انتقاد فرنسا لقمع إيران المتظاهرين في الوقت الحالي.
ومع بحث الاتحاد الأوروبي توقيع حزمة رابعة من العقوبات على إيران بسبب القمع وإمدادها روسيا بالأسلحة، دعت دول أعضاء في التكتل إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، فيما من المتوقع أن تتخذ بريطانيا القرار في الأسابيع المقبلة.
وقالت أنالينا بيربوك وزيرة خارجية ألمانيا أمس الاثنين إن حزمة جديدة من العقوبات لن تكون كافية، مضيفة عبر تويتر: “إدراج الحرس الثوري الإيراني على قوائم الإرهاب مهم ومنطقي على الصعيد السياسي”.
وأشارت وزيرة الخارجية الألمانية إلى أنه يتعين تذليل العقبات القانونية أولا قبل التمكن من فعل ذلك.
ماذا يعني إدراج الحرس الثوري منظمة إرهابية؟
وسيعني إدراج الحرس الثوري على قوائم الإرهاب أن الانتماء إليه وحضور اجتماعاته وحمل شعاره علنا ستصبح كلها جرائم جنائية.
ويملك الحرس الثوري، الذي أُنشئ بعد ثورة عام 1979 لحماية نظام الحكم الشيعي، سطوة كبيرة على نظام إيران السياسي، إذ يسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد والقوات المسلحة فضلا عن كونه مسؤولا عن البرامج النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.
وتزايد نفوذ الحرس الثوري السياسي في هيكل القوة المعقد في إيران منذ انتخاب الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي تشمل حكومته عشرات من قادة الحرس الثوري.
وكانت قوات الباسيج، التابعة للحرس الثوري، في طليعة عمليات قمع الاضطرابات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني (22 عاما) في أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي.
المصدر: وكالات