أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، أنه سيتحدث مع نظيره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ”خلال أيام“، للمرة الأولى منذ بداية الحرب في أوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي عقده بلينكن في مقر الوزارة، قال، ”إن محادثاتي مع لافروف ستركز على الأميركيين المحتجزين في روسيا وهي ليست مفاوضات، كما ستشمل المحادثات اتفاق الحبوب“.
وبحسب ما نقلته ”رويترز“، أكد بلينكن أن لا أحد سيعترف بضم روسيا لأي أراض أوكرانية، قائلاً: ”على روسيا أن تعلم أن المجتمع الدولي لن يعترف بأي أراض أوكرانية يتم ضمها“.
وبين خلال المؤتمر الصحفي الذي أقامه بلينكن اليوم للإعلان عن المحادثات الأولى التي سيجريها مع نظيره وزير الخارجية الروسي، أن ”الاقتصاد الروسي ليس في حالة جيدة والكثير من الشركات الأجنبية تغادر البلاد“.
وقال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده قدمت ”عرضا مهما“ إلى روسيا لإعادة مواطنين أمريكيين تحتجزهما موسكو، مضيفا أنه سيضغط على نظيره الروسي في اتصال هاتفي مقرر في الأيام المقبلة للرد على العرض.
وأضاف بلينكن أن الولايات المتحدة عرضت على موسكو قبل أسابيع صفقة تُعاد بموجبها نجمة كرة السلة بريتني جرينر والجندي السابق بمشاة البحرية الأمريكية بول ويلان، وأنه يأمل في دفع العملية قدما خلال حديثه مع سيرجي لافروف.
وتابع قائلا ”كان هناك اقتراح مهم على الطاولة منذ أسابيع لتسهيل إطلاق سراحهما.. وأجرت حكومتنا اتصالات متكررة ومباشرة بشأن هذا الاقتراح“.
وأضاف: ”سأغتنم فرصة المحادثة مع لافروف لمتابعة الأمر شخصيا وآمل أن نسير في اتجاه حل ما“.
ورفض بلينكن الكشف عما ستقدمه الولايات المتحدة في المقابل.
وذكرت شبكة ”سي إن إن“ أن واشنطن مستعدة لإعادة تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت، الذي يقضي عقوبة بالسجن في الولايات المتحدة، في إطار صفقة لضمان الإفراج عن المواطنين الأمريكيين.
ويأتي العرض الأمريكي وسط ضغوط متزايدة على الرئيس الأمريكي جو بايدن من عائلات المعتقلين والرهائن الأمريكيين، وأُخراهم جرينر الحاصلة على ميداليتين أولمبيتين والمحتجزة في روسيا منذ فبراير/شباط بتهم تتعلق بالمخدرات.
وحُكم على ويلان في عام 2020 بالسجن 16 عاما في روسيا بتهمة التجسس.
ونفى ويلان الاتهام ويقول إنه ضحية مؤامرة. وطالبت واشنطن بإطلاق سراحه.
وبرزت محنة المعتقلين الأمريكيين بعد اعتقال جرينر في مطار بموسكو والإفراج في أبريل نيسان عن الجندي السابق بمشاة البحرية الأمريكية تريفور ريد في وقت كانت فيه العلاقات الأمريكية مع موسكو في أسوأ حالاتها منذ عقود بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
واعتُقل ريد لثلاث سنوات، وخففت الولايات المتحدة في إطار تبادل للأسرى عقوبة السجن بحق الطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو الذي أدين بتهريب الكوكايين.
وقال بلينكين إن مكالمته المخطط لها مع لافروف، وهي أول محادثة من نوعها بين الوزيرين منذ ما قبل بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، لن تكون مفاوضات بشأن أوكرانيا.
كما رفض البيت الأبيض الخوض في تفاصيل الاقتراح الأمريكي، لكنه قال إن بايدن وجه فريق الأمن القومي التابع له بمتابعة كل السبل لإعادة جرينر وويلان إلى الوطن بأمان.
ورحبت عائلة ويلان بأنباء العرض الأمريكي. وقال ديفيد ويلان شقيق بول في بيان ”نأمل أن تستجيب الحكومة الروسية للحكومة الأمريكية وتقبل هذه التسوية أو غيرها بما يمكن بول من العودة إلى عائلته“.
وأضاف ”كلما كان ذلك أسرع كان أفضل“.