إن التعديل على أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية، هو أمر هام، لأنه يؤثر على العديد من المؤشرات الاقتصادية الأخرى.
أصبح المواطن العادي في السنوات القليلة الماضية، يتابع قرار البنك المركزي في الدولة التي يعيش فيها، أو حتى قرار الفيدرالي الأمريكي، وأثر هذا التغير على وضعه المالي مع البنك.
ولكن، ما هو سعر الفائدة الذي نترقبه كل شهر أو اثنين، وماذا يختلف عن سعر فائدة البنك الذي نتعامل معه بشكل مباشر.. هل هناك علاقة بينهما فعليا؟
بعد رفع الفائدة الأمريكية.. كيف تأثرت أسعار النفط والذهب والدولار؟بعد قرار الفيدرالي الأمريكي.. كيف ستتأثر اقتصادات دول الشرق الأوسط؟
سعر الفائدة بشكل عام، هو المبلغ الذي يفرضه المقرض على المقترض وهو نسبة مئوية من رأس المال أو المبلغ المقترَض.
ويمكن أيضا تطبيق سعر الفائدة على المبلغ المكتسب من بنك مقابل حساب التوفير أو شهادة الإيداع، أي نسبة الفائدة التي يقدمها المودع لصالح صاحب الوديعة، سواء كان بنكا مركزيا أو بنكا في سوق التجزئة.
وسعر الفائدة الذي تفرضه البنوك المركزية وتقوم بتعديله صعودا أو هبوطا كلما دعت الحاجة لذلك، هو السعر الذي يفرضه البنك المركزي على البنوك المقترضة منه، أو البنوك التي تودع سيولة نقدية في حساباتها داخل البنك المركزي.
إن التعديل على أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية، هو أمر هام، لأنه يؤثر على العديد من أسعار الفائدة الأخرى في الاقتصاد؛ ويشمل ذلك معدلات الإقراض والادخار التي تقدمها البنوك التي تتعامل مباشرة مع الأفراد والشركات.
لماذا تغير البنوك المركزية أسعار الفائدة؟
يتم تغيير أسعار الفائدة من جانب البنوك المركزية، للحفاظ على وتيرة استقرار نقدية ضمن حدود يضعها البنك المركزي، بهدف الإبقاء على توازن الاقتصاد المحلي.
مثلا، حاليا يقوم الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة، لسبب أنه يريد في النهاية خفض الاستهلاك، من خلال زيادة كلفة الإقراض على المقترضين أي زيادة نسبة الفائدة التي سيدفعونها مقابل حصولهم على القروض.
كذلك، يهدف الفيدرالي، إلى تشجيع أصحاب السيولة النقدية على استثمار أموالهم على شكل ودائع والحصول على فائدة مقابل هذه الودائع، بدل من تشغيلها في السوق.
باختصار، ارتفاع أسعار الفائدة يجعل الاقتراض أكثر تكلفة ويشجع على الادخار؛ كلا هذين الأمرين يقلل من مقدار إنفاق الناس بشكل عام؛ هذا يساعد على دفع التضخم إلى أسفل.
في المقابل، يقوم البنك المركزي الروسي حاليا بخفض أسعار الفائدة، بهدف تحفيز الأسواق، وتشجيع الأفراد والشركات على الاقتراض، وإبقاء الأسواق في حالة ديناميكية مستمرة بالتزامن مع الحرب على أوكرانيا.
سعر فائدة البنوك في أسواق التجزئة
تعتمد معدلات الفائدة التي تحددها البنوك العاملة في أسواق التجزئة، على أكثر من مجرد سعر البنك المركزي الذي يحدده، ويشمل أيضا على سبيل المثال لا الحصر، مخاطر عدم سداد القرض.
وكلما زاد اعتقاد المُقرض في أن المخاطرة زادت، كلما زاد السعر الذي يفرضه البنك؛ ويمكن أن يعتمد أيضا على المدة التي تريد تسديد قيمة القرض خلاله.
إذا ارتفعت أسعار الفائدة في البنك المركزي، فقد يصبح الاقتراض أكثر تكلفة بالنسبة لك؛ سواء كنت تتطلع إلى الحصول على قرض عقاري لشراء منزل، أو سيارة جديدة، فمن الأهمية بمكان أن تفكر فيما تعنيه التكاليف المرتفعة بالنسبة لك.
لذلك، إذا كنت مقترضا، فإن معدل الفائدة هو المبلغ الذي يتم تحصيله منك مقابل اقتراض المال، ويتم عرضه كنسبة مئوية من إجمالي مبلغ القرض؛ وكلما ارتفعت النسبة المئوية، زاد المبلغ الذي يتعين عليك سداده مقابل قرض بحجم معين.
أما إذا كنت مدخرا، فإن معدل الادخار يخبرك بالمبلغ الذي سيتم دفعه إلى حسابك، كنسبة مئوية من مدخراتك؛ وكلما ارتفع معدل الادخار، سيتم دفع المزيد في حسابك.