حث الرئيس الصيني شي جين بينغ واشنطن على النظر بـ”عقلانية” إلى تطور الصين.
وقال شي في اجتماع مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بكين إن الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما دولتين رئيسيين، ينبغي أن تكونا مسؤولتين أمام التاريخ والشعوب والعالم، وأن تكونا مصدرا للاستقرار من أجل السلام العالمي ومحركا للتنمية المشتركة.
وأشار شي إلى أنه في هذا العالم المتغير والمضطرب، تحتاج الدول إلى التضامن والتنسيق وليس الانقسام أو المواجهة، لافتا إلى أن الشعوب تريد الانفتاح والتقدم وليس الاقصاء أو التراجع.
وأوضح شي أنه رغم التغييرات الكبيرة التي حدثت في البلدين وفي العلاقات الصينية-الأمريكية، فإن التزام الصين بهدف إقامة علاقة مستقرة وصحية ومستدامة بين البلدين لم يتغير، كما أنه لم يتغير مبدأ التعامل مع العلاقة على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، ولم يتغير موقف الصين في الحماية الصارمة لسيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية، ولم تتغير جهودها في المضي قدما بالصداقة التقليدية بين الشعبين الصيني والأمريكي.
وأعرب شي عن أمله في أن يعمل الجانب الأمريكي مع الصين في نفس الاتجاه، وأن ينظر إلى الصين وتطورها بنظرة إيجابية وعقلانية، وأن يرى في تطور كل منهما فرصة وليس تحديا، وأن يعمل مع الصين على إيجاد طريقة صحيحة لتعايش دولتين رئيسيتين.
من جهته قال مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جيك سوليفان إن المنافسة الأمريكية مع الصين يجب ألا تتحول إلى نزاع بين البلدين.
وقال سوليفان للصحفيين في ختام زيارته للصين، “نحن على ثقة من أن المنافسة مع الصين لا ينبغي أن تؤدي إلى الصراع والمواجهة.. الشيء الرئيسي هو الإدارة المسؤولة للعلاقات من خلال الدبلوماسية”.
وأنهى سوليفان اليوم زيارة إلى الصين استمر يومين أجرى خلالها محادثات حول العلاقات بين البلدين التي تعرضت لاختبارات شديدة خلال عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وأفيد في وقت سابق بأن سوليفان ووزير الخارجية الصيني وانغ يي ناقشا قضية تايوان ومخاوف واشنطن بشأن التعاون بين الصين وروسيا.
كذلك التقى ساليفان مع رئيس اللجنة العسكرية المركزية الصينية تشانغ يو شيا، الذي دعا الولايات المتحدة إلى العودة للغة العقل والبراغماتية، والعمل على تعزيز التفاعل والتبادل بين الجيشين الصيني والأمريكي.
وتأتي زيارة ساليفان كذلك في الوقت الذي يتعهد فيه المنافسان على مقعد الرئاسة الأمريكية في انتخابات نوفمبر المقبل بالولايات المتحدة، كامالا هاريس ودونالد ترامب، بتنفيذ “سياسات صارمة تجاه الصين”، فيما قال المتحدث باسم السفارة الصينية الأسبوع الماضي، إن الصين “تعارض بشكل قاطع أي شكل من أشكال التعاون الرسمي بين الولايات المتحدة وتايوان”، على خلفية إجراء تدريبات وإطلاق صواريخ دفاع جوي، وتخصيص حكومة الجزيرة 8.9 لبناء سبع غواصات “ناروال” جديدة من إنتاجها الخاص خلال الفترة من 2025-2038، ومحاولة السلطات في الجزيرة تغيير مزاج المجتمع برعاية “رواية هبوط القوات الصينية على الجزيرة”، التي يستعد لها الجانبان، برغم التصريحات الرسمية التي تؤكد على أن تايوان “جزء من الصين ولن تكون دولة مستقلة أبدا“.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس”، إن هدف زيارة سوليفان محدود، وهو استمرار التواصل في علاقة انهارت لفترة طويلة بين عامي 2022 و2023، كما لا يتوقع أن تسفر الزيارة عن أي بيانات رئيسية رغم أن اجتماعات سوليفان قد تضع الأساس لقمة نهائية محتملة مع الزعيم الصيني شي جين بينغ قبل مغادرة بايدن البيت الأبيض في يناير.
المصدر: وكالات