أدى أسيمي غويتا اليمين الدستورية كرئيس للمرحلة الانتقالية في مالي يوم أمس الإثنين، ليصبح الكولونيل ذو الأعوام الأربعين بذلك، الرئيس الثامن للبلاد.
وأتى تنصيب غويتا في احتفال في العاصمة باماكو بعد أن أطاح قائد انقلاب آب بالرئيس ورئيس الحكومة الانتقالية المدنيين في ما اعتبر انقلاباً ثانياً في 24 آيار/مايو المنصرم.
وقال غويتا “يتيح لنا الوضع فرصة لإعادة عملية الانتقال إلى المسار الذي يريده الشعب”، وأكد أنه ملتزم بتنفيذ “الإجراءات اللازمة لنجاح المرحلة الانتقالية ولا سيما تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة وذات مصداقية تُجري في موعدها المحدد”.
كما قرر الكولونيل تعيين السياسي المخضرم تشوغويل كوكالا مايغا رئيسا للوزراء في الحكومة الانتقالية، وهو محسوب على صفوف تجمع للقوى الوطنية، حركة 5 يونيو/حزيران، التي لعبت دوراً محورياً في الإطاحة بالرئيس السابق إبراهيم أبو بكر كيتا، وكان تعيين رئيس وزراء مدني أحد المطالب الأساسية للمجتمع الدولي ومجموعة غرب أفريقيا الاقتصادية (إيكواس).
ورحب بذلك “الاتحاد من أجل الجمهورية والديمقراطية”، أكبر أحزاب المعارضة في عهد أبو بكر كيتا بتعيين مايغا رئيسا للحكومة، وأبدى استعداده لدعم العملية الانتقالية.
أما “التجمع من أجل مالي” الذي أسسه الرئيس السابق فطالب بانتخابات “شفافة” تفضي إلى رئيس منتخب غير مطعون بشرعيته، وفق رئيس الحزب بوكاري تريتا.
من جهة أخرى، لازالت الأوساط الغربية تصف غويتا ب”الكولونيل الطموح”، الذي يستهدف تصفية خصومه والاستئثار بالسلطة والبقاء بها طويلاً، وكيف لا، ومالي قد شهدت إنقلابين خلال تسعة أشهر على يدي أسيمي غويتا ومجموعته من العسكريين.
وبالنسبة لمالي، الدولة الفقيرة التي يعاني جيشها من ضعف التجهيز، يعد الحفاظ على الشراكات الدولية رهانا حيويا. وكانت فرنسا قد أعلنت تعليق عملياتها المشتركة مع الجيش المالي إثر الانقلاب الجديد، وذلك بعد ثماني سنوات من التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب.
بناء على ذلك، لن تغادر قوة مهمة برخان الفرنسية التي تنشط في العديد من بلدان الساحل، قواعدها لشن عمليات في مالي حتى إشعار آخر، وإن كانت ستواصل استهداف قادة جهاديين إذا سنحت الفرصة.
وبالسياق عينه، لقي هذا الأسبوع ما لا يقل عن أحد عشر شخصاً من الطوارق مصرعهم على أيدي مجهولين بالقرب من ميناكا شمال شرقي البلاد، فيمَ قُتل أكثر من 160 مدنياً في شمال شرق بوركينا فاسو المجاورة في أكثر حصيلة دموية منذ 2015، وأدان غويتا من جانبه، في رسالة تعزية إلى رئيس بوركينا فاسو روش مارك كريستيان كابوريه، بأشد العبارات الهجوم واصفاً إياه ب”الجبان والمروع”.