ورد بمقال نشرته صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) أن الجمهوريين بدؤوا التمهيد “لسرقة” انتخابات 2022 و2024 ولضمان الفوز بها، بعد أن أمضوا السبعة أشهر الماضية في توجيه تهم بتزوير انتخابات 2022 تحت شعار “أوقفوا السرقة”.
وأفاد ماكس بوت، كاتب عمود في واشنطن بوست وكبير الباحثين بمجلس العلاقات الخارجية، بأنه خلال الفترة من الأول من يناير/كانون الثاني وإلى 14 مايو/أيار الماضيين أقرت 14 ولاية أميركية على الأقل يحكمها جمهوري 22 قانونا جديدا تقيّد الوصول إلى التصويت، وما لا يقل عن 61 مشروعا لقوانين بأحكام تقييدية تنتقل عبر 18 هيئة تشريعية للولاية.
تشتمل هذه القوانين والضوابط -على سبيل المثال- على استخدام محطات الاقتراع المتنقلة فقط في حالات الطوارئ التي يعلنها الحاكم، وعدم قبول الاقتراع المؤقت من الناخبين الذين يذهبون إلى مكان اقتراع خاطئ، والتصويت عبر السيارة، والتصويت المبكر قبل الواحدة بعد الظهر، وكثير من الأساليب المستخدمة لزيادة إقبال الأقليات، لكن العنصر الأكثر إثارة للقلق، حسب ما يقول الكاتب، هو تسهيل إلغاء نتائج الانتخابات حتى لو لم يكن هناك دليل على أن تزويرا ما قد أثر على النتيجة.
يقتربون من تحقيق هدفهم
وقال إن هذه القوانين صُممت ليس لتجنب تزوير الناخبين، ولكن لتجنب هزيمة انتخابية أخرى للجمهوريين، وهم يقتربون بشكل خطير من تحقيق هذا الهدف، وفقا للكاتب.
وبينما تهدف جهود الحزب الجمهوري في نهاية المطاف إلى الفوز بانتخابات 2024، كما يرى الكاتب، فإن تأثيرها سيظهر أولا في 2022، مشيرا إلى أن الجمهوريين سيكون لديهم السلطة الكاملة لإعادة ترسيم 187 منطقة في الكونغرس، في حين أن الديمقراطيين سيسيطرون على 75 منطقة فقط. ويقدر بوت أن إعادة تقسيم الدوائر في 4 ولايات فقط، تكساس وفلوريدا وجورجيا وكارولينا الشمالية، يمكن أن تكون كافية لتقديم البيت الأبيض إلى سيطرة الجمهوريين.
سيناريو مرعب
وعلق الكاتب بأن هذا السيناريو، الذي وصفه بالمرعب، سيقود إلى قيام كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون، وإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024 إذا لم يفز بها مرشح جمهوري وتنصيب ترامب في البيت الأبيض.
وأوضح أن الاستعداد للكذب بشأن تزوير الانتخابات أصبح اختبارا حاسما للجمهوريين، مع التهديد الضمني بعنف الغوغاء، فالجمهوريون خائفون جدا من ترامب وأتباعه المتعصبين لدرجة أن معظمهم صوتوا للتو ضد تحقيق من الحزبين في هجوم السادس من يناير/كانون الثاني الماضي على
مبنى الكابيتول.
نهاية الديمقراطية الأميركية
وأضاف أن العديد من الجمهوريين في الكونغرس سيرفضون التصديق على فوز الديمقراطيين في 2024 في الولايات المتأرجحة. وإذا سيطر الجمهوريون على الكونغرس، فيمكنهم حرمان الديمقراطيين من أغلبية الهيئة الانتخابية، حيث يدلي كل وفد ولاية، بغض النظر عن عدد السكان، بصوت واحد.
ويختم بوت قائلا إنه بالنظر إلى أن الجمهوريين سيسيطرون بالفعل على غالبية وفود الولايات، فيمكنهم تجاوز نتيجة الانتخابات الرئاسية، وإذا حدث ذلك فسيكون بمثابة نهاية للديمقراطية الأميركية.