اليمن.. الحوثيون يرفضون ربط الملف الإنساني بقضايا عسكرية أو سياسية ومعارك في الجوف ومأرب

أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي خلال لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، رفض الجماعة ربط الملف الإنساني بأي قضايا سياسية أو عسكرية، في حين شهدت محافظتا الجوف ومأرب معارك جديدة بين الجيش الوطني اليمني والحوثيين.
فقد نقل الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام عن زعيم الجماعة خلال لقائه غريفيث الأحد في صنعاء، أن ربط الملف الإنساني بقضايا أخرى يشكل مصادرة صريحة لحق الشعب اليمني في أبسط حقوقه الإنسانية، وهي معادلة لا يمكن القبول بها على الإطلاق.
وخلال اللقاء الذي عقد في إطار أول زيارة للمبعوث الأممي للعاصمة اليمنية منذ عام، انتقد عبد الملك الحوثي تعامل الأمم المتحدة مع القضايا الإنسانية في اليمن، مشددا على ضرورة أن يكون للمنظمة الدولية موقف صريح، وأن تقف إلى جانب الشعب اليمني، وفق ما قاله عبد السلام.
ودعا الحوثي إلى السماح بدخول المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية من دون مقايضة، مضيفا أن “المدخل الحقيقي لكل الملفات هو من بوابة معالجة متطلبات الملف الإنساني”. وتأتي زيارة غريفيث إلى صنعاء في سياق تكثيف التحركات السياسية التي يقودها المبعوثان الأممي والأميركي إلى اليمن، بهدف وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية. وقد شملت هذه التحركات العاصمة السعودية الرياض، والعاصمة العمانية مسقط.
من جهته، دعا عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي السعودية والإمارات لإيقاف الحرب في اليمن، مقابل توقف الجماعة عن استهداف السعودية.
الدعم الإيراني للحوثيين
سياسيا أيضا، قال وزير الخارجية في الحكومة اليمنية الشرعية أحمد عوض بن مبارك، خلال لقائه المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي عبر تقنية الاتصال المرئي، إن سبب إطالة الحرب في اليمن هو استمرار الدعم العسكري الإيراني “للمليشيات الانقلابية، والذي تعمل من خلاله على تدمير اليمن ومفاقمة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني”.
وأضاف بن مبارك أن المبادرات المطروحة لإحلال السلام في اليمن وجهود المجتمع الدولي بما فيه الولايات المتحدة الأميركية لإنهاء هذه الحرب، “تحطمت جميعها على صخرة تعنت وصلف المليشيات الانقلابية التي لا تضع أي اعتبار لمصلحة اليمن والشعب اليمني”.
ومنذ سنوات تبذل الأمم المتحدة جهودا دبلوماسية متكررة، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، غير أنها لم تفلح في تحقيق أي تقدم ملموس على الأرض.
ومنذ نحو 7 سنوات، يشهد اليمن حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة المدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده الجارة السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران المسيطرين على محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/أيلول 2014.
معارك في الجوف ومأرب
وفي التطورات العسكرية، أعلن الجيش اليمني الأحد مقتل 19 من الحوثيين خلال مواجهات استمرت نحو 9 ساعات في مديرية خَب والشَعْف بمحافظة الجوف (شمال شرق صنعاء). وقال الجيش إنه نفذ قصفا مدفعيا استهدف مواقع وثكنات الحوثيين في صرواح غربي محافظة مأرب (شرق العاصمة)، وأسفر عن تدمير 3 عربات عسكرية.
ونشر الجيش اليمني مقاطع فيديو تظهر استهداف طائرات التحالف السعودي الإماراتي تعزيزات للحوثيين في الجوف ومأرب، مما أدى إلى تدمير عربات وآليات عسكرية.
من جهتها، قالت وسائل إعلام تابعة للحوثيين إن طائرات التحالف شنت 26 غارة جوية على مواقع في محافظتي مأرب والجوف خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقبل نحو 10 أيام، شن الحوثيون هجمات متزامنة هي الأعنف خلال 3 أسابيع على جبهات القتال غربي محافظة مأرب.