تتسع رقعة مناطق الأشباح، ويزداد الاكتظاظ في بيوت الأقارب والأصدقاء ومراكز الإيواء والمستشفيات وحتى على قارعة الطريق. في مشهد يُنذر “بكارثة” أعمق.
هذا هو قطاع غزة، في اليوم الـ11 للحرب الإسرائيلية، التي سوّت أحياء كاملة بالأرض، وأودت بحياة قرابة 2800 شخص جُلهم من المدنيين وبينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
حربٌ اندلعت شرارتها في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس، ضد بلدات إسرائيلية في غلاف غزة، أوقع أكثر من 1300 قتيل وعشرات الأسرى في الجانب الإسرائيلي.
وما بين الجانبين، تتهدد كارثة إنسانية، قطاع غزة الخاضع لحصار مطبق فرضته إسرائيل، منذ هجوم حماس المباغت، إذ نفدت المياه النظيفة والغذاء والوقود والإمدادات الطبية والكهرباء مع فرار مئات الآلاف من الأشخاص إلى الجنوب.
وضعٌ إنساني يزداد سوءا على وقت عملية برية إسرائيلية تلوح في الأفق مع كل ساعة تمر.
إلى الجنوب من قطاع غزة، الوضع غير واضح على الحدود مع مصر، حيث لا يزال المعبر مغلقا، غداة نفي أي اتفاق لوقف إطلاق النار للسماح للفلسطينيين الأجانب بالإخلاء ودخول المساعدات.
بايدن في الشرق الأوسط
ومع اشتداد الحرب بين إسرائيل وحماس، يزور الرئيس الأمريكي جو بايدن، تل أبيب، غدا الأربعاء.
وأعلن البيت الأبيض أن بايدن سيتوجّه من إسرائيل إلى عمان، للقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيسين الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي.
وبحسب ما أعلنه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، فإن بايدن “سيؤكد مجدداً أن حماس لا تدافع عن حق الشعب الفلسطيني في الكرامة وتقرير المصير”، مشيرا إلى أنه سيبحث خلال جولته “الاحتياجات الإنسانية لجميع المدنيين في غزة”.
زيارةٌ تأتي في وقت تدرس فيه الولايات المتحدة إرسال 2000 جندي غير مقاتل لدعم إسرائيل.
ومجلس الأمن يرفض مشروع قرار
كما تأتي زيارة الرئيس الأمريكي، غداة رفض مجلس الأمن الدولي، مشروع قرار اقترحته روسيا لإرساء هدنة “إنسانية” بين إسرائيل وحركة حماس، ليقرر الالتئام مجددا مساء اليوم الثلاثاء، للتصويت على مشروع قرار ثان قدمته البرازيل.
وصوتت لمصلحة مشروع القرار الروسي خمس دول، بينها روسيا والصين، فيما رفضته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا. في حين امتنعت ست دول عن التصويت.
ومن أجل اعتماد أي قرار في مجلس الأمن الدولي، لابد من موافقة 9 دول على الأقل من أعضاء المجلس المكون من 15 عضوا، مع عدم استخدام حق النقض من جانب أي من الأعضاء الخمسة الدائمين.
في هذه الأثناء، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن بلاده وإسرائيل اتفقتا على العمل معا لوضع خطة تتيح إدخال مساعدات إنسانية دولية إلى قطاع غزة المحاصر.
وبعدما أجرى محادثات ماراثونية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استمرت قرابة ثماني ساعات، أخبر بلينكن الصحفيين: “بناء على طلبنا، اتفقت الولايات المتحدة وإسرائيل على تطوير خطة تتيح للمساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة والمنظمات المتعددة الأطراف الوصول إلى المدنيين في غزة”.
المصدر: وكالات