أجبر تصاعد الأحداث الأخير في فلسطين إدارة بايدن مرة أخرى على وضع ملف الشرق الأوسط على قمة أجندة السياسات الخارجية الأمريكية، إذ أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يجبر بايدن على وضع الشرق الأوسط على جدول الأعمال، وهو ما بدا في إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 آيار/مايو الجاري، عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بداية لانخراط أمريكي أعمق في الشرق الأوسط.
بعبارة أكثر وضوحاً، فإن واشنطن تراجعت مرة أخرى بسبب صراع لم تتوقعه وسط أولويات أخرى في السياسة الخارجية والداخلية، ولكن كان لا مفر منه خاصة عندما أطلقت “حماس”، و”الجهاد الإسلامي” أكثر من 4300 من غزة على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، من بينهم طفلان، وقال مسئولو الصحة في غزة أن 243 شخصاً قُتِلوا بينهم 66 طفلاً، و أن هناك نحو 72000 نازح، وبالإضافة إلى ذلك، تسببت الضربات الإسرائيلية في إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الصحية والتعليمية، والأشغال العامة غير الملائمة من الأساس في غزة.
غير أنه قبل العاشر من آيار/مايو، عندما اندلع التصعيد الأخير، لم تكن القضية الإسرائيلية- الفلسطينية، على رأس أولويات إدارة بايدن، وكان بايدن قد أعلن عن مبعوثين خاصين لليمن، وإيران، وليبيا، وحتى القرن الأفريقي، فيمَ كان أكبر مسئول يعمل في القضية الإسرائيلية- الفلسطينية، هو نائب مساعد وزير الخارجية، هادي عمرو، في حين أن باربرا ليف هي مرشحة الإدارة لمنصب مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الأدنى.
لكن بعد وقف إطلاق النار يوم الجمعة، سيتم التركيز مجدداً على ما كان يعتبر تاريخياً، الصراع الإقليمي المركزي، حيث اتضح أن العالم العربي، الذي قام العام الماضي بخطوات كبيرة للاعتراف بإسرائيل دبلوماسياً، لايزال يهتم بالقضية الفلسطينية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقدس، وقتل الأطفال، وهناك موجة جديدة من الديمقراطيين التقدميين، يهتمون بها أيضاً، مما يضع مزيداً من الضغط على الإدارة.
ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في طريقه إلى المنطقة، حيث أن إعادة التموضع الأمريكي إنما تشمل مشاركة واشنطن في جهود إعادة إعمار غزة، والبناء على إتفاقيات إبراهيم التي تم التفاوض عليها خلال إدارة ترامب، وحتى إلقاء نظرة أخرى على النشاط الإستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، والقدس.