المترشح الرئاسي في مصر أحمد الطنطاوي إلام يسعى؟

يغازل جماعة الإخوان مرة أخرى، ويسعى للحصول على دعم خارجي…فهل ينتخبه المصريون؟

في اجتماعه مع حزب التحالف الشعبي، أول من أمس الإثنين، كرر المترشح الرئاسي المصري المحتمل أحمد الطنطاوي أنه يعمل على إعادة الإخوان مرة أخرى إلى مشهد السياسي بالبلاد في محاولة بائسة جديدة لتجاوز حالة الرفض الشعبي للجماعة، والاحتقان الذي يثيره تقديم أي طروحات للتصالح مع أعضائها بعد أن صار اسمها مقترنا في الوعي الجمعي المصري بالعنف والدماء، وبالتزامن مع ذكرى انتفاضة جموع المصريين على الجماعة في الثلاثين من يونيو قبل عِقدٍ كامل.


إلى ذلك، أكد المرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي خلال الاجتماع سالف الذكر والمنضوي تحت جولة يجريها لمقابلة احزاب الحركة المدنية على استعداده لفتح المحال العام أمام جماعة الإخوان المسلمين، وقال: “برنامجي الإنتخابي يهدف بالمقام الأول إلى فتح المجال العام أمام عمل النقابات المهنية والعمالية وأمـام كـافـة التيـارات بمـا فـيهم التيار الإسلامي خاصةً “جماعة الإخـوان ” من مُنطلق تأصيل الحريات السياسية بالبلاد”.

وكما سبق التنويه تعد هذه هي المرة الثانية التي يكرر فيها الطنطاوي هذا الكلام خلال أقل من شهر واحد إلا أن السؤال الذي لفت الانتباه كيف لحزب بأيديولوجيا بعيدة كل البعد عن جماعة الاخوان التي لا تفوت محلاً لتكفيرهم ان يتقبل مثل هذا الكلام من الطنطاوي، أم أنها محاولة من الأخير إلى استقطاب الدعم الداخلي، بيأس من تقبل المصريين له.

وفي هذا، كان أحد الأبواب التي طرقها الرجل، باب الاقتصاد، إذ قال في استرسال إنشائي غير واضح أنه من الضروري أن تهتم مؤسسات مصر بالإنتاج ووقف القروض الماليـة، مستطردا: “سوف أعمل على ضـم الصناديق الخاصـة والسيادية للموازنة العامة للدولـة”.


ومما سبق، نجد أحمد الطنطاوي، يتجول بين صفوف الأحزاب (أحزاب الحركة المدنية) غير آبه بالانتقادات التي طالته من أعضائها، حين أعلن دعمه الإخوان في اجتماع سابق.


ومن جولاته المكوكية هذه يتأكد ربما ما أفادت به المصادر للبيان بأن الرئيس السابق لحزب الكرامة- حزب الطنطاوي- كان في لبنان لطلب دعم انتخابي خارجي للأخير، من حزب الله، ومن ثم، فالمترشح المحتمل لرئاسة مصر لا يمانع ابتداءً في التعامل مع فواعل مسلحة من دون الدول من أجل مصلحته، وهذا يكشف عن سر وجوده في لبنان، ثم عودته مؤخراً منها معلنا ترشحه لرئاسة مصر، رغم أن الوقت مبكر، وهذا ما أفادت به الأوساط المعارضة، لاسيما في صفوف الحركة المدنية.


ويمكن مما سبق الاستنباط بأن الطنطاوي يشعر بضعف فرصته لدى الجمهور المصري، ولهذا السبب، هو يريد أن يحصل على تحالف مع جماعات تكفل له التغطية المالية، والدعائية، والتنظيمية، بغض النظر عما لوطنه من مصالح تتفق أو تتضاد مع هذه الكيانات.


ولكن يظل التساؤل المطروح في الوسط، هل سيستجيب الإخوان، أو حزب الله بالدعم اللوجيستي والدعائي والمالي لطنطاوي، وهل ينتخبه المصريون حال حصل على هذا الدعم أم أن جهوده ستذهب أدراج الرياح؟!