بلينكن في الصين.. هل تذيب حرارة يونيو جبل الجليد؟

بهدف إجراء مناقشات “صريحة ومباشرة وبناءة”، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين، وسط فتور بالعلاقات الثنائية.

زيارة تأتي حاملة في طياتها آمالا ضئيلة في تحقيق انفراجة فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة في أي من القضايا الرئيسية، مثل قضية الأمريكيين المحتجزين في الصين.

تلك الخلافات جعلت من هدف الزيارة يتمثل في العمل على بدء إذابة الجليد الدبلوماسي والحفاظ على حوار “لإدارة العلاقات الصينية الأمريكية بمسؤولية”، وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية.

وبعد تأجيل الزيارة في فبراير/شباط بسبب تحليق ما يشتبه بأنه منطاد تجسس صيني في المجال الجوي الأمريكي، أصبح بلينكن أكبر مسؤول حكومي أمريكي يزور الصين منذ تولي الرئيس جو بايدن منصبه في يناير/كانون الثاني 2021.

هل توشك العلاقات على الانهيار؟

ورغم حالة عدم التفاؤل بشأن نتائج زيارته إلا أن محللين يقولون إنه بإمكانه تحقيق شيء واحد على الأقل مع نظرائه الصينيين، وهو إظهار أن أهم علاقة ثنائية بين بلدين في العالم لا توشك على الانهيار.

وقالت مصادر إن بلينكن سيعقد اجتماعات في الصين يومي الأحد والإثنين المقبلين، وقد يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ.

وفي إفادة يوم الأربعاء، قال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يتوقعون أن تحقق الزيارة انفراجة على صعيد طريقة تعامل واشنطن وبكين مع بعضهما، جاء ذلك في أعقاب مكالمة هاتفية متوترة مع بلينكن مساء الثلاثاء، طلب خلالها نظيره الصيني تشين قانغ من الولايات المتحدة التوقف عن التدخل في شؤون بلده.

ويمكن أن تظهر الزيارة، التي قد تمهد الطريق لسلسلة من اللقاءات الدبلوماسية الأخرى بما في ذلك لقاء بين شي وبايدن هذا العام، أن الخصمين لم يتخليا عن الدبلوماسية.

والعلاقات بين البلدين متدهورة في شتى المجالات، مما أثار مخاوف من تحول التنافس بينهما إلى صراع حول تايوان، التي تعتبرها الصين إقليما تابعا لها، كما أن البلدين على خلاف بشأن قضايا عديدة، مثل التجارة والرقائق الإلكترونية الدقيقة وحقوق الإنسان.

قلق دولي

وما يثير قلق جيران الصين بشكل خاص هو إحجامها عن السماح بمحادثات عسكرية منتظمة مع واشنطن، على الرغم من المحاولات الأمريكية المتكررة في هذا الصدد، وقال المسؤولون الأمريكيون يوم الأربعاء إن فتح قنوات اتصال في حالة الأزمات لتقليل المخاطر يمثل أولوية قصوى.

ويوم الأربعاء، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك للصحفيين يوم الأربعاء إن “أي شيء يمكن أن يؤدي إلى تعاون أكبر وحوار أوسع وتخفيف التوتر بين بكين وواشنطن سيكون موضع ترحيب”.

وقد بدأ الوقت ينفد لأن العام المقبل هو الموعد النهائي لإجراء انتخابات في كل من الولايات المتحدة وتايوان، التي تعتبرها الصين إحدى مقاطعاتها التي تريد إعادة ضمها بالقوة إذا لزم الأمر.

ومتحدثا في واشنطن قبل مغادرته، أراد بلينكن أن يكون متفائلا إلى حد ما، قائلا إن هذه الزيارة التي تستغرق يومين يجب أن “تفتح خطوط اتصال مباشرة حتى يتمكن بلدانا من إدارة علاقتنا بمسؤولية، بما في ذلك من خلال معالجة بعض التحديات والتصورات السيئة ومن أجل تجنب الحسابات الخاطئة”.

منافسة شديدة

وأضاف أن “المنافسة الشديدة تتطلب دبلوماسية مستمرة لضمان عدم تحوّلها مواجهةً أو نزاعا” لأن “العالم يتوقع تعاون الولايات المتحدة والصين”.

وكان بلينكن يتحدث في مؤتمر صحفي إلى جانب نظيره السنغافوري فيفيان بالاكريشنان، ووصف الأخير العلاقة الصينية الأمريكية بأنها “تحدي القرن”، قائلا: “بقية العالم سيراقبكم. نأمل، وأعتقد أنكم ستكونون قادرين على إدارة خلافاتكم”.

وقبل زيارة بلينكن، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين إن الولايات المتحدة يجب أن “تحترم المخاوف الجوهرية لدى الصين” وأن تتعاون مع بكين.

وأضاف: “يجب على الولايات المتحدة التخلي عن وهم التعامل مع الصين من موقع قوّة، يجب على الصين والولايات المتحدة تطوير علاقات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة، واحترام خلافاتهما”.

المصدر: وكالات