لم يكن ذلك في واترلو حيث تلقى هزيمته الأخيرة عام 1815، لكن الهزيمة الأكثر إثارة لنابليون جاءت على أيدي عصابة من الأرانب.
فنابليون بونابرت، الذي كان يعتبر آنذاك أقوى رجل في أوروبا ، هُزم على يد جيش غزير من الأرانب أثناء مطاردتها.
حدثت تلك اللحظة الغريبة في التاريخ الأوروبي، في يوليو/تموز عام 1807 ، بعد أن وقّع نابليون على معاهدات “تيلسيت” ، إيذانا رسميا بنهاية الحرب بين الإمبراطورية الفرنسية والإمبراطورية الروسية، بحسب ما طالعته “العين الإخبارية” في تقارير تناولت روايات تاريخية حول هذه المعركة، بينها موقعا “Telangana Today” و”owlcation”.
وبمناسبة انتصار فرنسا على روسيا، رأى الإمبراطور نابليون أن الاحتفال كان ضروريا لنفسه وكبار الشخصيات الفرنسية وضباطه العسكريين الرئيسيين.
ولهذه المهمة، طلب من رئيس أركانه الماهر لويس ألكسندر برتييه (1753-1815) ترتيب يوم لصيد الأرانب مع مأدبة غداء في الهواء الطلق.
جمع بيرتييه حوالي 3000 أرنب، ووضعها ورجاله في أقفاص على طول أطراف حقل ضخم حيث تقام مأدبة الغذاء.
عندما وصل نابليون وضيوفه، تم إطلاق سراح الأرانب وبدأت عملية الصيد، لكن الأمور سارت بما لا تشتهي سفن الإمبراطور.
حدث شيء غريب، حيث لم تندفع الأرانب خوفا، بل على العكس تماما، اقتربت من نابليون وحفلة الصيد الخاصة به.
وسرعان ما وجد نابليون ورفاقه أنفسهم يتعرضون لوابل من الأرانب الأليفة.
في البداية، عمّ الضحك في المكان، لكن مع استمرار هجوم الأرانب، تحولت مشاعر الفرح والذهول إلى قلق وخوف حقيقيين.
إذ حاول الإمبراطور ورجاله عبثا صد هجوم الأرانب التي كانت أقل عددا منهم، فيما حاولت بعضها القفز على عربته وقدميه وساقيه بل وسترته.
وأخيرا، انطلق نابليون إلى عربته بالسرعة التي تسمح بها له الأرانب، تاركا ضيوفه لصد هذا الجيش.
فيما تمكنت بعض الأرانب المغامرة من القفز في العربة مع نابليون الذي قام بإلقائها من النافذة في اللحظة التي تم تشغيل العربة بها.
فلماذا هاجمت الأرانب نابليون؟
أُلقي باللوم على رئيس أركان نابليون، فبدلا من مطاردة الأرانب البرية واصطيادها، اتخذ الطريق السهل وأمر رجاله بترويض الأرانب التي يربيها المزارعون.
فعلى عكس الأرانب البرية التي كانت ستهرب بشكل غريزي بعيدا، فإن أرانب المزرعة المستأنسة لا تخاف من الناس.
فهذه الأخيرة، افترضت أن نابليون وضيوفه سيوفرون لها الطعام، تماما مثل المزارعين الذين قاموا بتربيتها، بحسب ما خلصت بعض الروايات.
المصدر: وكالات