تنظيم بأيديولوجية متطرفة يتمركز على الحدود بين أوغندا والكونغو الديمقراطية ويعد مخلب داعش وسط أفريقيا.
هذه هي بطاقة هوية “القوات الديمقراطية المتحالفة”، المليشيات الأوغندية التي أجبرتها حكومة معقلها الأصلي على اللجوء إلى المرتفعات الكونغولية على الحدود بين البلدين.
ومن هناك، بدأت مخالبه تمتد لتضرب على جانبي الخط الفاصل، لكن مذبحته الأسوأ في أوغندا تتجسد في مقتل عشرات التلاميذ -واختطاف آخرين- ممن قضوا، السبت، في هجوم إرهابي استهدف مدرسة محلية.
وأوغندا استعادت على مدى سنوات بعض أمنها وذلك منذ أن هاجرت “القوات الديمقراطية المتحالفة” إلى الدولة المجاورة، وبدأت بشن هجماتها في شرقها، وخصوصا في إقليمي شمال وجنوب كيفو.
وفي وقت سابق السبت، قال الناطق باسم الشرطة الأوغندية فريد إنانغا “أخرجت حتى الآن 25 جثة من المدرسة ونقلت إلى مستشفى بويرا” الواقع قرب الحدود مع الكونغو الديموقراطية.
فيما قال جو والوسيمبي مفوض منطقة كاسيسي حيث تقع المدرسة التي تبعد أقل من كيلومترين من الحدود: “تأكّد أن جميع القتلى حتى الآن هم تلاميذ في المدرسة”.
وقال إنانغا إن القوات الديموقراطية المتحالفة المنتشرة في شرق الكونغو الديموقراطية، هاجمت مدرسة ثانوية قرب بويرا “حيث أضرمت النيران في مهجع ونُهب متجر للمواد الغذائية”.
فمن هي هذه المليشيات؟
في الأصل، اتخذت المليشيات من غرب أوغندا معقلا لها، ثم توسعت إلى المناطق الحدودية مع الكونغو الديمقراطية، للاستفادة من التضاريس الوعرة في الاختباء من مطاردات الجيش الأوغندي،
ولاحقا، توسعت أنشطتها إلى الكونغو الديمقراطية، وتحديدا إلى الشرق، ومع أن نشاطها امتد لعقود لكن بدا من الواضح أن أهدافها الأيديولوجية لم يكن ما تطمح لتحقيقه، حيث ركزت اهتمامها على الاستيلاء على الثروات التي تزخر بها منطقة بيني على وجه الخصوص شرقي الكونغو الديمقراطية.
وفي يونيو/ حزيران 2016، قتل جيش الكونغولي هود لوكواجو، الرجل الثاني بالمليشيات بعد الزعيم السياسي سيكا موسى، وفجرت الحادثة شرارة انطلاق هجمات انتقامية أوقعت ضحايا بصفوف الجيش.
والمليشيات أدرجتها واشنطن منذ 2001 على لائحتها للمنظمات الإرهابية، قبل أن تضمها في مارس/ آذار 2021 إلى القائمة السوداء التي تشمل المنظمات الإرهابية عبر العالم، واعتبرت أنها تابعة لتنظيم داعش.
وفي 2017، أعلنت المليشيات تحالفها مع داعش، وبات التنظيم الأخير يعلن مسؤوليته عن هجمات مخلبه في وسط أفريقيا.
تمركز
تختار المليشيات المناطق الواقعة على الأطراف الحدودية بين أوغندا والكونغو الديمقراطية، إضافة إلى الغابات والأحراش المحيطة ببحيرتي ألبرت وإداورد، وجميع هذه المناطق ذات تضاريس وعرة يصعب تجاوزها من قبل الجيش.
كما أن التمركز على الحدود يمنح المليشيات سهولة إقامة قواعد وتجنيد المقاتلين من الجانبين، وأيضا الاستفادة من إثارة النعرات العرقية لتأليبها على الحكومة.
أهداف تفسر تمركز مقاتلي هذه المليشيات منذ 1997، على سفح جبال روينزوري الخضراء البركانية، هناك حيث يختلطون مع السكان المحليين، ويحاولون استقطابهم أو اتخاذهم كعناصر للتمويه والتخفي.
المصدر: وكالات