تعثر الهجوم الروسي في أوكرانيا في بعض الأحيان، وترددت تقارير عن فقدان الجيش كما هائلا من الدبابات، لكنه بقي متحفظا في “غزو السماء”.
وعوضا عن استخدام المقاتلات الروسية باهظة الثمن في القتال، ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن عمليات القصف بالصواريخ الكروز والباليستية كانت الطريقة الرئيسية التي سعى الجيش الروسي لاستخدامها لتأكيد الأفضلية الجوية الروسية.
في المقابل، احتفظ الروس بالطائرات الباهظة الثمن كاحتياطي، وفق “التايمز” التي قالت أيضا إن “المقاتلة الروسية من طراز “سو-35″ عادة ما تكلف حوالي 35 مليون جنيه استرليني”.
وفي مرحلة ما، بدا أن هذا التكتيك يثمر، إذ تمكنت الصواريخ الروسية، إلى جانب المسيرات الانتحارية الإيرانية الزهيدة، من تفادي الدفاعات الجوية الأوكرانية بانتظام وضرب بنية تحتية حيوية.
لكن كييف وتقارير غربية تحدثتا في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن إسقاط أوكرانيا 43 صاروخا من 83 أطلقتها روسيا في ذلك اليوم، بمعدل نجاح 52%.
حدث ذلك، وفق هذه التقارير، نتيجة دمج أنظمة الدفاع الجوي الغربية مثل أنظمة “آيريس-تي” الألمانية، وناسامز الأمريكية، مع نظام “إس-300” السوفياتي الصنع، ما ساهم في تحسين أداء القوات الأوكرانية بشكل كبير.
وأسقطت أوكرانيا 61 صاروخا من بين 71 في يوم واحد الأسبوع الماضي، بمعدل نجاح 86%، وفق التايمز.
وقالت الصحيفة البريطانية “لزيادة تعزيز قوة أوكرانيا في الدفاع الجوي، تسلح الولايات المتحدة وألمانيا كييف، في الوقت الحالي، ببطاريات صواريخ باتريوت، أحد أكثر الأنظمة تطورا في العالم”.
ومع ذلك، هناك مخاوف في الوقت الحالي، من أن الكرملين قد يحاول التغلب على الدفاعات الجوية الأوكرانية بالقاذفات، والطائرات المقاتلة، والهليكوبتر الهجومية، بالإضافة إلى الصواريخ في محاولة لترجيح كفة الحرب لصالح موسكو، وفق المصدر ذاته.
وقال دوغلاس باري، الزميل بمجال الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن معركة السماوات ظلت في مرحلة حساسة، موضحا: “إذا لم تكن روسيا تفوز، فهي لا تخسر أيضا باللحظة الراهنة” لأنها لم تستخدم مقاتلاتها بكثافة بعد.
وتابع “عندما يتحدث الناس عن تدهور القدرة العسكرية الروسية، فهي لم تتدهور بشكل موحد في جميع المجالات. لا يزال الجو في حالة جيدة إلى حد كبير”.
ووفق التايمز، فإن الرئيس الروسي لا يزال يمتلك ورقة قوية للعب بها في ساحة الصراع، وهي القوة الجوية، رغم أنها قد تكون مكلفة.
في المقابل، فإن منح كييف مقاتلات غربية في الفترة المقبلة، لن يحقق نتائج سريعة، إذ قالت الصحيفة: “حتى إذا وافقت الدول الغربية غدا على إرسال مئات الطائرات من طراز إف-16 من الولايات المتحدة، وتايفون من أوروبا، وغربين من السويد، سيستغرق الأمر وقتا طويلا لدمج مثل هذه المقاتلات المتطورة في القوة الجوية الأوكرانية”.
المصدر: وكالات