وجهت تركيا، الثلاثاء، ضربة لطموحات وحلم دولتي السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف الناتو بإعلان توقف المحادثات الثلاثية.
وأعلنت السلطات التركية، الثلاثاء، إيقاف الاجتماعات والمحادثات الثلاثية مع السويد وفنلندا، حول انضمامهما لحلف “الناتو”، إلى أجل غير مسمى.
وذكرت مصادر دبلوماسية، بأنه بناء على طلب الحكومة التركية، تم وقف الاجتماعات مع السويد وفنلندا، دون تحديد موعد لاستئنافها.
وتأتي مطالب أنقرة بعد إقدام المتطرف راسموس بالودان، على إحراق نسخة من القرآن الكريم، يوم السبت الماضي أمام السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم.
وقالت وزارة الخارجية التركية، إن حرق القرآن الكريم يشير إلى مستوى الإسلاموفوبيا والعنصرية والتمييز في أوروبا.
وأمس الإثنين، أكد الرئيس لتركي رجب طيب أردوغان أنه على السويد ألا تنتظر بعد الآن من أنقرة أن تتخذ أية خطوة في إطار قبول انضمام السويد لحلف “الناتو”، على خلفية إحراق القرآن الكريم.
وأضاف: “تريدون دعم المنظمات الإرهابية، وتدعمون من يعادون الإسلام، وتريدون منا أن ندعم انضمامكم للناتو.. هذا الأمر لن يكون إطلاقا”.
وأردف الرئيس التركي: “نقول بوضوح..لا تنتظر السويد بعد الآن أي دعم منا لانضمامها لحلف الناتو..نقول بوضوح إنه لا يحق لأحد أن يهين القيم المقدسة لنا”.
وسبق ذلك أن رهن الرئيس التركي الموافقة على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، بتسليمها نحو 130 “إرهابيا”.
وتقدمت السويد وفنلندا العام الماضي بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” في أعقاب العملية الروسية بأوكرانيا، ولكن يتعين موافقة جميع الدول الثلاثين الأعضاء في الحلف على مساعيهما.
وقالت تركيا، يتعين على السويد، على وجه الخصوص، أن تتخذ أولا موقف أكثر وضوحا ضد من تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”، ومعظمهم من المسلحين الأكراد، وجماعة تحملها أنقرة مسؤولية محاولة انقلاب عام 2016.
ما شروط الانضمام؟
لا يتطلب الناتو من الدول تبني تشريعات معينة في قوانينها المحلية كشرط للانضمام للحلف، على غرار ما يحدث في الاتحاد الأوروبي.
وتؤكد المادة 10 من معاهدة واشنطن أنه يجوز للحلفاء أن يدعوا بالإجماع “أي دولة أوروبية أخرى في وضع يمكنها من تعزيز مبادئ هذه المعاهدة والمساهمة في أمن منطقة شمال الأطلسي”.
وقال التقرير إن الحصول على العضوية هو “إلى حد كبير مسألة تقديرية سياسية، وقبل كل شيء يخضع لرغبة الولايات المتحدة، أكبر مساهم في الحلف والضامن النهائي له، والتي توسع ردعها النووي من خلاله”.
واليونان وتركيا، على الرغم من حكمهما في أوقات مختلفة من قبل المجالس العسكرية، كانا عضوين منذ عام 1952. ولكن مع انضمام إسبانيا ما بعد فرانكو في عام 1982، أصبحت عضوية الناتو أكثر تشابكًا مع التحول الديمقراطي في أوروبا، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
ولكن في عام 1995، وضع الحلف بعض المعايير لقبول العضويات الجديدة مثل: سياسة “الباب المفتوح” التي يتبعها الناتو، التي بموجبها يقدم الحلف آفاق العضوية لجميع الدول الأوروبية الراغبة والقادرة على الانضمام، بالإضافة إلى بعض المتطلبات الأخرى مثل وجود نظام سياسي ديمقراطي فاعل يعتمد على اقتصاد السوق، والمعاملة العادلة للأقليات، والالتزام بالحل السلمي للنزاعات، والقدرة والاستعداد لتقديم مساهمة عسكرية لحلف الناتو، والسيطرة المدنية على القوات العسكرية.
وبعد انضمام بولندا وهنغاريا وجمهورية التشيك في عام 1999، أطلق الناتو “خطة عمل العضوية” (MAP) لمساعدة الطامحين الآخرين. بالنسبة للعديد من البلدان، أصبحت عضوية الناتو، في الواقع، خطوة نحو عضوية الاتحاد الأوروبي.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تطور الناتو وتوسع. وبمرور السنوات منذ ذاك الوقت، شارك أعضاؤه في حفظ السلام في البوسنة، حيث حاربوا الاتجار في البشر، وأرسلوا لاعتراض اللاجئين في البحر المتوسط.
ويستجيب التحالف أيضًا للطرق الجديدة التي تتكشف بها الصراعات، على سبيل المثال، من خلال إنشاء مركز دفاع سيبراني في إستونيا.
ووقعت السويد وفنلندا اتفاقية ثلاثية مع تركيا في يونيو/ حزيران بهدف التغلب على الاعتراضات التي أثارتها أنقرة.
وبموجب الاتفاقية، تعهد البلدان الواقعان في شمال أوروبا بالنظر في “طلبات الترحيل أو التسليم المعلقة لتركيا فيما يتعلق بالمشتبه بأنهم إرهابيون على وجه السرعة وبشكل كامل”، مع الأخذ في الاعتبار مطالب المخابرات التركية والالتزام بجميع القوانين الأوروبية.
إلغاء زيارة و”دمية أردوغان”
وبخلاف حرق المصحف، أعنلت تركيا، في 21 يناير، كانون الثاني الجاري، إلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي على خلفية السماح بتنظيم مظاهرة مناهضة لأنقرة في ستوكهولم.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: “فقدت زيارة وزير الدفاع السويدي بال جونسون إلى تركيا في 27 يناير/كانون الثاني مغزاها، لذا ألغينا الزيارة”.
وكانت الزيارة تهدف إلى محاولة إقناع أنقرة بالتوقف عن معارضة انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي.
وسبق ذلك، أن تسببت دمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إشعال الأجواء بين البلدين، إذ رفضت تركيا اعتذرا سويديا عن الواقعة.
وقال مولود غاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، حينها ، إن تنديد السويد بحادث تعليق دمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ستوكهولم ليس كافيا.
وتابع “على السويد الوفاء بوعودها بموجب اتفاق ضمن مسعاها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي”.
ومضى غاويش أوغلو قائلا، في مؤتمر صحفي، إن أنقرة تلاحظ تصميم ستوكهولم على محاربة الإرهاب، لكن الجماعات التي تعتبرها إرهابية ما زالت تواصل أنشطتها في السويد.
المصدر: وكالات