في سياق تكامل مسارات الحلحلة التي تتبناها القاهرة، بشأن الأزمة الليبية، وردت تقارير عدة، بشأن تقارب بين مصر، ورئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايته، عبد الحميد الدبيبة، وأفادت مصادر مطلعة بأن الاتصالات جارية بين الدبيبة، والمسؤولين المصريين، من أجل استكمال مسار عمل الشركات المصرية في الأراضي الليبية، الذي نشط منذ عامين وأكثر، عبر توقيع 14 مذكرة تفاهم.
إعادة إعمار ليبيا
تختلف تقديرات تكلفة إعمار ليبيا، فتصل تكلفة مشروعات البنى التحتية والطاقة والمياه والصحة وغيرها إلى نصف تريليون دولار حسب المنتدى الاقتصادي الذي عُقد في إيطاليا آب/أغسطس 2021، بينما تتراوح تقديرات محلية بين 100 و200 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة بواقع 10 مليارات دولار سنويًّا.
وفي أيلول/سبتمبرمن العام نفسه، قدر وزير الشؤون الاقتصادية بحكومة عبدالحميد الدبيبة المنتهية ولايتها، سلامة الغويل، فاتورة إعادة الإعمار بـ111 مليار دولار، وقال خلال زيارته للقاهرة، إن الشركات المصرية ستحظى بنصيب الأسد من المشروعات، بنسبة 70 في المائة، بمجموع 77.7 مليارات دولار تقريبًا.
ومن ثم، فإن الحديث عن إسهام مصر في ملف إعادة إعمار ليبيا، ليس بجديد، والقاهرة لن تخسر مكاسبها فمنذ تشرين الثاني/نوفمبر2021، أعلنت وزارة القوى العاملة في مصر أنها تستهدف وصول العمالة المصرية التي سيتم تسفيرها إلى ليبيا لما كان عليه الوضع قبل العام 2011، بما يتجاوز 2 مليون عامل، وذلك للمشاركة في مشروعات إعادة الإعمار، والتنمية الاقتصادية.
وفي آيار/مايو 2022، أُقيمت فعاليات ملتقى ليبيا الدولي لشركاء العمران بشأن إعادة إعمار ليبيا، والذي استضافته مدينة بنغازي، بمشاركة الشركات المصرية في مجالات البناء والإعمار، لتعزيز مشاركة الشركات المصرية في المشاريع التنموية.
هذا المؤتمر أشرفت عليه الغرفة الاقتصادية المصرية الليبية المشتركة، وانعقد شرقي ليبيا من 23 إلى 27 آيار/ مايو المنصرم، وقد طرح عقود إعادة إعمار تصل بعشرات المليارات من الدولارات، سعت الشركات المصرية إلى الفوز بنصيب كبير منها بشراكات مع شركات ليبية.
شركات مصرية تعمل في ليبيا
وتتضمن الاتفاقيات الموقعة، بين الجانبين المصري والليبي، في آب/ أغسطس 2021، قيام كل من أوراسكوم كونستراكشون وحسن علام للإنشاءات، وشركة رواد للهندسة التابعة للسويدي إلكتريك، ببناء وتوريد محطتين جديدتين لتوليد الطاقة بالغاز، وبناء طريق دائري جديد حول طرابلس، وإنشاء طريق جديد بين أجدابيا وجالو. وغطت مذكرات التفاهم، مع حكومة الدبيبة وقتذاك، الـ 14 عددا من القطاعات بما في ذلك الصناعة والطاقة والزراعة والاتصالات والطيران المدني
زيارة وفد ليبي للهيئة العربية للتصنيع المصرية (17 كانون الثاني/يناير2023)
وعلى ضوء الدراية بما تحتاجه ليبيا في القطاعات المختلفة، يجري تبادل الوفود، بين البلدين، وفي ذلك، استقبل رئيس الهيئة العربية للتصنيع المصرية، وفدًا ليبيًا رفيع المستوي برئاسة الدكتور صديق خليفة حفتر، لبحث تعزيز فرص الاستثمار والتعاون المشترك، والاستفادة من إمكانيات العربية للتصنيع الظهير الصناعي للدولة المصرية لتوطين التكنولوجيا الحديثة وتدريب الكوادر البشرية وفقًا لأحدث نظم التدريب الرقمية.
في إطار المباحثات المشتركة التي تمت بمقر مصنع الإلكترونيات التابع للهيئة، تم الاتفاق علي تحقيق الاستفادة من كل خبرات الهيئة العربية للتصنيع في خطط إعادة إعمار وتنمية ليبيا وتحقيق التكامل المشترك لتبادل الخبرات الصناعية، فضلًا عن المشاركة في أعمال رفع كفاءة وإعادة تشغيل المصانع الليبية المتوقفة، ويترافق ذلك مع لملمة شتات الساسة نحو الاستقرار على القاعدة الدستورية، وإجراء الانتخابات.