صراع الإخوان في ذروته..”الجزار” و”عبد الحق” مرشحان بقوة لخلافة “منير”.. التنافس ينذر الجماعة بانشقاق رابع

حتى اللحظة، باءت كل محاولات “إخوان لندن” في اختيار خليفة للراحل إبراهيم منير، بفشل ذريع، فمنذ وفاة زعيم إخوان لندن، وجبهته لا تتوقف عن عمل الاجتماعات بحثاً عن بديل يخلفه بموقعه كنائب لمرشد الجماعة، وقائم بأعمال المرشد، في محاولة يائسة جديدة للملمة شتات الجماعة.


وخلال الفترة الفائتة، زادت وتعمقت الانقسامات والخلافات، في صفوف الجماعة، وداخل الجبهة بسبب التنازع حول هوية مَن يخلف الرجل، ورغبة البعض في ترشيح قيادات لا تحظى بثقة ودعم الآخرين، وصعوبة البحث عن بديل تنطبق عليه المواصفات التي كان يتمتع بها منير وجعلته طرفاً فاعلاً داخل الجماعة، والتنظيم الدولي لعقود.


تيار رابع، وانشقاق جديد


وفي المرحلة الحالية، وعلى خلفية الشرخ المتجذر في تكوين “الجماعة” بشكل عام، والجبهة اللندنية خاصةً، فإن ثمة قائمة بأسماء المرشحين، هم محمود الإبياري ومحمد البحيري ومحمد الدسوقي وحلمي الجزار وصلاح عبد الحق، ولكلٍ منهم مجموعة، وكل مجموعة منهم تريد فرض مرشحها، ما قد ينذر بانشقاق الجبهة، وظهور تيارين داخلها وهو ما من شأنه أن يدفع لخروج تيار رابع، داخل جسد الجماعة مع جبهتي اسطنبول وتيار “الكماليون” الذي يضم شباب الجماعة الموالين لمحمد كمال قيادي التنظيم الذي تم تصفيته في مواجهة مع قوات الأمن المصرية، العام 2016.


وبإمعان النظر للأسماء المرشحة، سالفة الذكر، يبدو أن فرص حلمي الجزار هي الأقوى، بهذا الصدد، خرجت تقارير عدة من داخل الجبهة لتعلن أنه بات فعليا القائم بعمل المرشد بدلاً من منير.

وفي السياق عينه، كشفت مصادر مطلعة أن حلمي الجزار وهو أحد أبرز رموز جيل السبعينات داخل الجماعة، ارتفعت أسهمه في الفترة الأخيرة لقربه من قطاع الشباب، ذلك القطاع الذي يعد حاليا صاحب التأثير والنفوذ الواسعين داخل الجبهة، ولكونه كذلك مدعوما من مسؤولي الملف المالي والإعلامي والطلابي داخل الجبهة.


حلمي الجزار أم صلاح عبد الحق؟ أم تيارين منفصلين جديدين؟

إلى ذلك، أفادت مجموعة محسوبة على حلمي الجزار أنه جرت عدة اجتماعات لجبهة منير في مقرات تابعة لها بفنادق بإسطنبول، منها فندق “ويشمور” وفنادق بمنطقة فاتح التي بها تجمعات كبيرة للمصريين للتأكيد على اختيار الرجل.


وبالمقابل، لازالت تتواتر معلومات من داخل الجبهة حول أن قيادات كبيرة في التنظيم الدولي تؤيد تولي صلاح عبد الحق وأن هناك تزكية له من جانب محمود عزت وخيرت الشاطر، وأن صهيب عبدالمقصود المتحدث باسم جبهة منير تواصل مع ما يزيد عن خمسة عشر عضوا من الشورى العام ليفوز صلاح عبد الحق بالتمرير، وفق وصية مزعومة له، من إبراهيم منير، بحسب الإفادات.
هذه الأزمة قد تسفر عن خروج تيارين جديدين داخل جبهة منير وهما جبهتي عبد الحق، والجزار لكن الجبهة الأقوى ستكون جبهة حلمي الجزار.


وكان الانشقاق داخل جماعة الإخوان قد بدأ رسمياً في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2021 مع إعلان جبهة اسطنبول تكليف قائم بمهام المرشد العام للجماعة لمدة 6 أشهر وعزل إبراهيم منير وفصله نهائيا وكذلك أعضاء جبهته.

وردت جبهة لندن بقيادة منير بتشكيل مجلس شورى جديد للجماعة وتصعيد عدد من الشخصيات ليكونوا أعضاء بمجلس الشورى أغلبهم من المقيمين في إسطنبول والباقي من الأقطار والدول الأخرى ومن داخل مصر، وتبادلت الجبهتان الاتهامات بالفساد والعمالة لأجهزة خارجية.


ولا أحد يمكنه الجزم بمَن سيسيطر على الجماعة جبهة لندن، أم جبهة اسطنبول، والأرجح أن الوضع سيظل “كما هو”، وإذا تغير، فسيكون ذلك، “نحو الأسوأ”، تيارين مستقلين تماماً.