انطلقت في جزيرة ياس بالعاصمة أبوظبي، اليوم السبت، أعمال الاجتماع الثالث عشر للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”.
يحضر الاجتماعات رؤساء دول ووزراء وشخصيات حكومية رفيعة المستوى وممثلون عن القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ومنظمات عالمية وصناع قرار في مجال الطاقة ومجموعة من الجهات الفاعلة في القطاع الخاص.
وأكدت الجلسة الافتتاحية للاجتماع ضرورة تسريع الخطى نحو الطاقة المتجددة ومضاعفة حصتها إلى ثلثي الطاقة في العالم بحلول 2030، ونسبة 100 بحلول 2050، محذرة من تداعيات التغير المناخي وتشابك الأزمات والاضطرابات الجيوسياسية حول العالم مع استمرار آثار جائحة كوفيد -19، وضعف سلاسل الأمداد.
وألقى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف “cop28″، كلمة دولة الإمارات نيابة عن الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أكد فيها أن الإمارات مستمرة بدعم “آيرينا” وجهودها في نشر مشروعات الطاقة المتجددة.
وتقام اجتماعات الدورة الحالية لـ”آيرينا” تحت شعار “تحولات الطاقة حول العالم – التقييم العالمي” لتحديد أولويات مسار التحول في قطاع الطاقة، استعداداً لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي تستضيفه الإمارات خلال الفترة من 30 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 12 ديسمبر/كانون الأل من العام الجاري.
قال أنطونيو غويترش الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمة متلفزة تم بثها خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماع “آيرينا”: “علينا تجنب الكارثة البيئية معتبرا الطاقة المتجددة هي الكفيلة بضمان أمن الطاقة”، داعياً إلى ضرورة وجود ميثاق تعاون خلال هذا العقد لتسريع الخطوات نحو الطاقة المتجددة لخلق مستقبل أفضل للجميع.
وفي كلمة أخرى متلفزة، قال تشابا كوروشي رئيس الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة: “إن التغير المناخي من القضايا الأكثر إلحاحاً في عصرنا ويؤثر علينا وعلى من يأتون بعدنا”، مشيراً إلى أن الوقود الأحفوري يمثل 75% من انبعاثات الغازات الدفينة وحوالي 90 % من الانبعاثات الكربونية كافة، منوهاً إلى أن النجاح في مواجهة التغير المناخي يتوقف على الانتقال إلى استخدام طاقة خالية من الكربون.
وتابع: “نحن في سباق محموم مع الزمن و بحاجة لإجراءات شجاعة لمواجهة التغير المناخي ولدينا الوسائل والمعارف ونحتاج الإرادة”.
وقالت إلكسندرا هيل وزيرة الشؤون الخارجية بجمهورية السلفادور عبر كلمة متلفزة: “خلال رئاستنا للدورة الثانية عشرة لـ(آيرينا) خلال عام 2022، استطعنا إبراز شعار انتقال الطاقة من الالتزام إلى العمل والتزمنا بالعمل لعالم أكثر استدامة؛ وعملنا على تشجيع التقارب والتعاون بين (آيرينا) والمنظمة البحرية الدولية”؛ مستعرضة ما تم إنجازه في قطاع الطاقة المتجددة بالسلفادور.
وشهدت الجلسة الافتتاحية تجديد الموافقة على تولي الهند رئاسة الدورة الحالية لـ”آيرينا”، واختيار الدول الأربع النواب والموافقة على الاقتراح باختيار كندا مقرراً للدورة الحالية، وتحديد الدول الأعضاء التسع في لجنة الأوراق الثبوتية ومنها الإمارات، إضافة إلى اعتماد المراقبين وذلك وفق بنود جدول أعمال الاجتماع.
وقال راج كيه سينج وزير دولة للطاقة والطاقات المتجددة والجديدة في الهند رئيس الدورة الحالية للجمعية العامة لـ”آيرينا”: “إن التطورات التي حدثت في العالم خلال السنوات الماضية أرسلت رسالة واضحة حول التحديات التي تواجه كوكبنا.
وتابع: “بدا أن أمن الطاقة من التحديات الخطيرة، وكذلك الوصول للطاقة وكلفة توفيرها”، مشيراً إلى أن وضعية التحول الطاقي الآن غير كافية لمواجهة التحديات، وأنه لا يمكن لأي دولة أن تحمي نفسها من التغيرات المناخية”
واستعرض سينج تطورات الطاقة المتجددة في الهند، مشيراً إلى تحقيق بلاده نسبة 40% من الطاقة خارج الوقود الأحفوري في سبتمبر/أيلول من عام 2021 وسعيها لخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 25% بحلول 2030.
من جانبه، قال فرانشيسكو لا كاميرا لـ”آيرينا”: “لم يعد لدينا وقت كاف لمواجهة التغير المناخي”، مشدداً على أن “آيرينا” لديها القدرة على إحداث الفارق في التوجه للطاقة المتجددة، خاصة أن عدد أعضاء “آيرينا” بلغ 168 عضواً إضافة إلى الاتحاد الأوروبي و9 دول قيد الانضمام وثلاث دول أخرى مشاركة.
وأفاد بأن الدورة الحالية لاجتماعات “آيرينا” ستناقش في الجلسات الوزارية والعامة عدداً من القضايا والتحديات وفي مقدمتها التحول الطاقي، الشحن البحري والبنية التحتية ووضع استراتيجية متوسطة المدى لعمل “آيرينا” خلال السنوات الخمس المقبلة، وتقييم التقدم المحرز في تحول قطاع الطاقة العالمي، ووضع أجندة عمل لتسريع وتيرة التحول الطاقي.
كانت الجلسة التمهيدية لاجتماعات “آيرينا” التي عُقدت أمس، ناقشت عدداً من الموضوعات والقضايا الرئيسية المرتبطة بالتحول الطاقي وتأثيرات التغير المناخي على الدول الجزرية الصغيرة، والحلول القائمة على عوامل التمكين الحيوية لدعم التحول في قطاع الطاقة، مثل الاستثمار، والمواد الأساسية، وتخطيط سياسات الطاقة، وإزالة الكربون من قطاعات الاستخدام النهائي.
المصدر: وكالات