أن تجمع فنانين أو ثلاثة من نجوم الصف الأول في حفل واحد طوال سهرة ليلة رأس السنة، يُعدّ إنجازاً، فكيف لو استطعت أن تجمع 12 فناناً وفنانة عرباً، وتقدم بالإضافة إليهم مفاجأة السهرة، وهي «سلطان الطرب»؟
إنها فعلاً ليلة تُسجل في تاريخ الفن العربي، و«فوق الخيال»، كما اتخذ موسم الرياض شعاره للموسم الحالي، حين جمع مسرح محمد عبده بمنطقة بوليفارد رياض سيتي، ألمع نجوم الفن العربي الذين سطعوا في سماء الرياض، في أضخم حفل شهدته ليلة الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة اتخذت «ليلة تريو العربية» (Trio Arabic Night) عنواناً لها.
شارك في إحياء تلك الليلة، التي نقلها مباشرة على الهواء عدد من المحطات العربية، ومنها شاشة تلفزيون «الراي»، كوكبة من الفنانين والفنانات، وهم وليد توفيق، أنغام، أصالة نصري، نجوى كرم، نوال الزغبي، لطيفة التونسية، نانسي عجرم، إليسا، عاصي الحلاني، صابر الرباعي، وائل كفوري، وبهاء سلطان، الذين بدأوا الحفل بنظام «التريو»، حيث توالى على الصعود كل ثلاثة فنانين معاً، ليؤدوا أغنية تعود لواحد منهم، وهنا شعر المشاهد بأنه ليس أمام حفلة استثنائية بجمعها لهذا العدد من النجوم فقط، بل بفكرة جديدة أيضاً.
حضور «الديو»
وعلى الرغم من عنوان الليلة «تريو»، إلا أنها شهدت حضور «الديو»، حيث استمتع الحاضرون في المسرح والمشاهدون أمام الشاشات، بما يتم تقديمه، لاسيما وأن مما تقدم، أعاد شريط الذكريات إلى أغنيات ارتبطت بأسماء عدد منهم، منها أغنية «مين حبيبي أنا»، التي جمعت الفنانين وائل كفوري ونوال الزغبي في العام 1997، وأعادا تقديمها في تلك الليلة على المسرح مجتمعين.
أيضاً كانت هناك أغنية «عيون بهية» للفنان الراحل محمد العزبي، والتي اشتهر من خلالها الفنان وليد توفيق. وفي تلك الليلة، وقف توفيق إلى جانب صابر الرباعي ليؤديا تلك الأغنية، إضافة إلى أداء الفنانين عاصي الحلاني ونجوى كرم «ديو» من «الميجانا».
اكتمال المفاجآت
واكتمل جمال ليلة «التريو» بمفاجأة فنية كبيرة، بمشاركة «سلطان الطرب» جورج وسوف، وسط عاصفة من الترحيب، لتكون مشاركته ملهمة لنجوم الليلة، وبدوره شكل ختاماً مميزاً لا ينسى بمشاركته لجميع الفنانين العرب بأعمال خالدة كتب ذكرياتها في مسيرته الغنائية، من بينها أعمال لـ «العندليب الأسمر» الراحل عبدالحليم حافظ، كما قدم النجم وليد توفيق عملاً وطنياً إلى الجمهور السعودي تمثل في أغنية «السعودية يا حبي أنا».
ووثّقت ليلة «التريو» أعمالاً غنائية جمعت النجوم العرب منذ سنين، ليعاد المشهد في موسم الرياض بطريقة حديثة ومتجددة وسط لمسات من ثلاثة مايستروهات موسيقية، تمثلت في أمير عبدالمجيد، ومدحت خميس، وهاني فرحات، الذين قادوا الفرقة الموسيقية بإبداع وتميز.
لمسة وفاء
وشهدت ليلة «التريو» لمسة وفاء للموزع الموسيقي الراحل طارق عاكف الذي تفنن في توظيف أعمال موسيقية للنجوم العرب، لتكون أعماله حاضرة بطريقة «التريو»، في حين تفاعل الحضور مع صورته التي اعتلت خشبة المسرح لحظة التغني بأعماله الموسيقية التي أثرى بها الساحة الفنية.
ولم تخلُ الحفلة الغنائية من عرض تقارير لنجوم الأغنية تروي قصة الأعمال الخالدة التي قدموها في مسيرتهم الفنية والتي أسهمت في رقي الأغنية وتطورها في الوطن العربي.
المصدر: وكالات