يرصد خبراء أن اللغة العربية التي يحتفل بها في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، وجود نقص حاد في المتخصصين الذين يعرفون اللغة العربية والثقافة العربية في العالم.
الاحتفال بيوم اللغة العربية تحدد في 18 ديسمبر/كانون الأول، اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 بإدراجها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في المنتظم الأممي. اللغات المعتمدة في الأمم المتحدة ست وهي العربية، والإسبانية والإنكليزية والروسية والصينية والفرنسية.
أهمية اللغة العربية تتزايد باضطراد في العالم ويسجل تزايد في الإقبال على تعلمها. يمكن للذين يدرسون اللغة العربية الحصول على وظائف في مختلف المجالات مثل الصحافة والأعمال التجارية والمالية والمصرفية وفي الصناعة والتعليم والترجمة الشفوية والاستشارات والخدمات الدبلوماسية.
الجدير بالذكر أن اللغة العربية تحظى منذ القدم بمكانة هامة في روسيا التي يعيش بها في الوقت الحالي حوالي 20 مليون مسلم، أي ما يمثل نحو 15 بالمئة من مجمل السكان.
يُسجل أيضا أن اللغة العربية لها شعبية كبيرة في روسيا، وهي تعتبر من أشهر اللغات الشرقية المتاح تعلمها في عدد من المؤسسات التعليمية الروسية.
هذه الأهمية تأتي من حاجة روسيا، التي تقيم علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية مع الدول العربية، إلى متخصصين في مجال اللغة العربية للحفاظ على هذه الصلات الهامة والتقليدية.
علاوة على ذلك، تشهد معظم المنطقة السوفيتية السابقة عملية إحياء للقيم الروحية والثقافية الإسلامية، وهذه العملية ترتكز بالدرجة الأولى على تعلم اللغة العربية، لغة القرآن، ومعظم الأعمال الدينية الكبرى.
حتى الولايات المتحدة تتزايد الحاجة فيها إلى متخصصين يتقنون اللغة العربية. يوجد في هذا البلد أكثر من 1.35 مليون شخص يتحدث باللغة العربية، ما يجعل منها سادس أكثر اللغات شيوعا في البلاد وهي تستعمل من قبل ما يقرب من 0.5 بالمئة من سكان الولايات المتحدة.
اللغة العربية اكتسبت صفتها باعتبارها كنزا للحضارة العالمية نظرا لأنها لغة القرآن الكريم وهي أساسية لمعتنقي الدين الإسلامي، وهي توصف أيضا بأنها أم اللغات الشرقية، وبفضل الترجمات العربية وصلت أعمال العلماء القدماء إلى العالم في حقبة العصور الوسطى.
تحتل اللغة العربية المرتبة الخامسة في العالم بالنسبة لعدد الناطقين بها، ويستعملها في العالم أكثر من 300 مليون ناطق أصلي، ولها مكانة خاصة في 26 دولة في آسيا وإفريقيا، إضافة إلى مكانتها الرئيسة في 23 دول عربية. علاوة على كل ذلك، هي إحدى أربع لغات في العالم إلى جانب الصينية والسنسكريتية واليونانية، أسهمت في نشوء تقاليد لغوية أصيلة.
أهمية اللغة العربية تظهر في وجود كلمات ومفردات في اللغات الأخرى بما في ذلك عدد من المصطلحات العلمية وأسماء بعض المنتجات والمفاهيم والظواهر الثقافية. الثقافة العربية الإسلامية ظهر فيها مثلا علم الجبر، وجاءت من العالم العربي منتجات مثل القهوة والقطن وكذلك الياسمين والليمون.
تأثير الثقافة العربية يوجد في كثير من اللغات الأخرى وخاصة الفارسية والتركية والكردية والإسبانية والبرتغالية والسواحيلية والأردية ولغات أخرى.
يشار أيضا إلى أن معظم الشعوب التي تنتمي إلى العالم الإسلامي كانت تستخدم حتى وقت قريب الحروف العربية في ابجدياتها. في هذا السياق تمتد كتابة العديد من الأعمال الكلاسيكية للأدب التركي والتتاري والأوزبكي والأذربيجاني والطاجيكي والفكر الديني والفلسفي بالمجمل بأحرف عربية متكيفة مع خصوصيات اللغات الوطنية.
من المعروف أيضا أن الحروف الهجائية الحديثة للفارسية والأردية والباشتو ولغات أخرى تعتمد على الحروف العربية. لذلك تتم دراسة الحروف العربية في الوقت الحاضر ليس فقط في المؤسسات التعليمية الدينية، بل وفي المدارس العامة.
علاوة على ذلك يجري تدريس فنون كتابة النصوص بالخط العربي الفريد في جمالياته في المدارس الخاصة. كل ذلك يشير إلى أن اللغة العربية إضافة إلى مكانتها الدينية والثقافية الراسخة، هي لغة بمستقبل واعد مع ازدياد الحاجة إليها في محتلف المجالات في العالم.
المصدر: وكالات