استقبال حار وتأييد حظي به الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في واشنطن، لكن تأمين المساعدة من الكونغرس القادم لا يزال موضع شكوك.
وكان لسان حال الجمهوريين في الكونغرس خلال رد فعلهم على كلمة الرئيس الأوكراني بأننا “نؤيدك” لكننا “لن نساعدك” بأموال الأمريكيين، في موقف يمكن وصفه بأنه خذلان للرئيس الأوكراني الذي كان يأمل في المزيد من الدعم الأمريكي السخي.
وقالت صحيفة “بوليتكو” الأمريكية إن “كلمة زيلينسكي التي ألقاها في مبنى الكابيتول، الأربعاء، لقيت ترحيبا كبيرا من أعضاء كلا الحزبين، لكن الجمهوريين الذين تم اختيارهم لتولي مناصب قيادية عليا لم يبدوا استعدادا بعدُ للالتزام بالاستمرار في تمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الجلسة المقبلة”.
وكان الاستقبال الذي تلقاه زيلينسكي من الجمهوريين في الكونغرس، الأربعاء، إيجابيا إلى حد كبير، لكن كتلة الحزب الجمهوري في مجلس النواب، التي أبدت دعمها له ولجيشه، وكذلك الشعب الأوكراني، في المعركة ضد روسيا، هم أنفسهم الذين قالوا أيضا إنهم “يخططون لممارسة سلطات إشرافية للتدقيق في عشرات المليارات التي أنفقتها الولايات المتحدة”.
ويقول ستيف سكاليز، نائب زعيم الأغلبية في مجلس النواب، في مقابلة مع الصحيفة: “يبدو واضحا أن هناك قلقا من عدم وصول الأموال إلى الأماكن المنشودة.. توجيه أموال دافعي الضرائب إلى أي مكان، سواء كان ذلك محليا أم خارجيا يستحق المراجعة”.
وردا على سؤال عما إذا كان مجلس النواب سيستمر في دعم أوكرانيا العام المقبل، قال سكاليز: “لقد أعربنا عن اهتمامنا بالتأكد من خضوع الأموال للمراجعة، هذا ما زلنا نعمل من أجله”.
الرسالة ذاتها أكدها جمهوريون في مجلس النواب مثل النائب بات فالون من تكساس، الذي أشار إلى وجود مخاوف بشأن التمويلات التي تذهب إلى أوكرانيا بشكل عام، مشيرا إلى جهود البلاد للحد من الفساد.
وقال فالون: “نحن بحاجة إلى القيام بذلك بطريقة شفافة، مما يضمن ذهاب الموارد إلى الأماكن التي تشتد الحاجة إليها في أوكرانيا”.
ولم يخف الأعضاء الأكثر تحفظا في الحزب نواياهم بشأن السعي لمنع تقديم المزيد من المساعدات.
وقال النائب وارن ديفيدسون (جمهوري من ولاية أوهايو) في مقابلة مع الصحيفة: “يجب أن نركز على محاولة احتواء الحرب وليس توسيع الحرب. ما يقال اليوم يبعث برسالة أننا موافقون نوعا ما على توسيع الحرب، وأعتقد أننا يجب أن نبعث برسالة مختلفة”.
وقال فيما يتعلق بالإشراف على إرسال المزيد من الأموال لأوكرانيا، قال “دون شك سأؤيد التصويت لتعيين مفتش عام لمعرفة ما فعلوه بكل الأموال التي أرسلناها لهم بالفعل”.
وعقب وقت قصير من اختتام خطاب زيلينسكي نشر النائب مات غايتس (جمهوري من فلوريدا) تغريدة قال فيها: “يجب الإشادة بالرئيس زيلينسكي لوضع بلاده أولاً، لكن السياسيين الأمريكيين الذين دأبوا على تلبية طلباته غير مستعدين لفعل الشيء نفسه من أجل بلدنا”.
وتابع: “نزيف المليارات من دولارات دافعي الضرائب لأوكرانيا بينما بلدنا في أزمة هو تعريف بنهاية أمريكا، لن أغير موقفي بشأن تعليق المساعدة لأوكرانيا والتحقيق في عمليات الاحتيال في التحويلات التي تم القيام بها بالفعل”.
المصدر: وكالات