ضغطت إيران هذا الأسبوع بشكل خاص على دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي، للتخلي عن العقوبات المفروضة على طهران بسبب حملتها القمعية ضد المحتجين، محذرة من أن هذه الخطوة قد تمزق علاقات أوروبا مع طهران، حسبما أفادت صحيفة «بلوليتكو».
وجاء في رسالة إيرانية إلى مجموعة من سفراء الاتحاد الأوروبي: «إذا أخذت أوروبا موقفاً ضدنا بسبب الوضع الحالي، فإن التداعيات ستكون خطيرة وقد لا تدوم العلاقات الثنائية».
وتلقى منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس (الأربعاء) رسالة مماثلة، اطلعت عليها الصحيفة الأميركية، من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.
ومن المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على إيران قريباً بسبب قمعها للاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاماً، والتي توفيت أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق الإيرانية. وقتلت الشرطة الإيرانية عشرات المتظاهرين وجرحت واعتقلت آلاف آخرين، بحسب جماعات حقوق الإنسان.
وأكد عدد من الدبلوماسيين الأوروبيين تلقيهم الرسالة من السفير الإيراني، فيما رفض مكتب بوريل التعليق رسميا. ولم يتسن الحصول على تعليق إضافي من إيران.
تأتي حملة الضغط في لحظة مضطربة بالنسبة لإيران، حيث تصاعدت حدة الانتفاضة الأخيرة مع دخولها أسبوعها الرابع في تحدٍّ للسلطات والأجهزة الأمنية.
وتعهدت عواصم الاتحاد الأوروبي بالمضي قدماً بغض النظر عن أي ضغوط إيرانية.
وصرح دبلوماسي أوروبي كبير لـلصحيفة أن جهود إيران غير ناجحة لأن هناك «وحدة قوية للغاية وزخماً».
وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك وجود الرسالة في نهاية الأسبوع الماضي. وقالت لصحيفة «بيلد أم زونتاغ» الأسبوعية الألمانية يوم الأحد: «سوف نتأكد من أن الاتحاد الأوروبي يفرض حظر دخول على المسؤولين عن هذه القمع الوحشي ويجمد أصولهم في الاتحاد الأوروبي». وأضافت: «أولئك الذين يضربون النساء والفتيات في الشوارع، ويختطفون الأشخاص الذين لا يريدون أكثر من العيش بحرية، ويقبضون عليهم بشكل تعسفي، ويحكم عليهم بالإعدام، هم في الجانب الخطأ من التاريخ».
وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا للمشترعين الفرنسيين إنها لا ترى «أي صعوبات مقبلة بالنسبة للاتحاد الأوروبي لتبني عقوبات يوم الاثنين رغم الضغط الذي مارسته إيران لتصوير مواقفنا على أنها تدخّل».
المصدر: وكالات