أعلنت الرئاسة المصرية، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يفتتح اليوم الأربعاء، مصنع الرمال السوداء بمدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، شمالي البلاد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، في بيان، إن مصنع الرمال السوداء هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، معتبرا إياه إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.
ويستند تنفيذ مشروع الرمال السوداء إلى ثلاث مراحل، تتمثل أولاها في استخلاص المعادن الثقيلة من الرمال السوداء، ثم تأتي مرحلة أخرى وهي مرحلة الفصل لكل معدن على حدة عن طريق عمليات صناعية معقدة، ثم تأتي المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي تؤدي إلى تعظيم القيمة المضافة للمعادن المنتجة، بحيث لا يتم إعادة البيع للمنتج الخام على صورته الأولية، بل في صورة أكثر إفادة وإنتاجا.
ومن جهته، أفاد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء اللواء مجدي الطويل، لوكالة الأنباء الرسمية المصرية بأن، أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء تتمثل في الإلمنيت، والزيركون، والجارنت، والروتايل، والمونازيت، والماجنتايت.
وأضاف أنه، من المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع “الإلمنيت” نحو 298 ألف طن في العام، ولمصنع “الزيركون” نحو 25 ألف طن في العام ولمصنع “الجارنت” نحو 12 ألف طن في العام، ولمصنع “الروتايل” نحو 11 ألف طن في العام ولمصنع “المونازيت” نحو 145 طنا في العام.
أهمية إقتصادية
تمتلك مصر نوعين من الرمال السوداء، الأولى داكنة اللون غنية بالمعادن الثقيلة نسب تتراوح بين “70، 90” بالمئة، أما الثانية فهي تلك الرمادية، وتحتوى نسبة أقل من المعادن الثقيلة تصل إلى نحو 40 بالمئة.
وكانت دراسات متخصصة في المجال الجيولوجي، قد كشفت أن معظم المكونات المعدنية في رواسب الرمال السوداء المصرية تتركز في الحجم الحبيبي 0.125 ملم ومعظمها بين 0.124 و0.076 ملم، وهو الأمر الذي يعني سهولة فصل مكوناتها ميكانيكياً.
وفي مغبة الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم مؤخرا بزيادة أسعار المواد الخام المستخدمة في العديد من الصناعات، فإن إقامة مشروع مثل مصنع الرمال السوداء يدفع مصر لتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة ويخفض فاتورة الاستيراد، ويحقق خفضا لأسعار المنتجات على المستهلكين، ويترجم المشروع خطوة إيجابية في ملف توطين الصناعة، عبر زيادة الصادرات الصناعية وتوفير فرص عمل وزيادة في حجم المعروض من المنتجات في السوق المحلي.
تصريحات هامة للسيسي، وتشجيع للقطاع الخاص المصري
وفي تكرار لدعوات سابقة، وإشارات لدور الشركات الخاصة بالسوق المحلي، أشار الرئيس المصري، إلى إمكانية مساهمة القطاع الخاص في تسريع بناء مصانع مماثلة لمشروعي الرمال السوداء المفتتحين اليوم، وفي سياق غير منفصل، كان السيسي قد استقبل أمس وفداً من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين من القطاعات الصناعية المختلفة، وذلك بحضور عدد من كبار المعنيين بملف الإقتصاد.
وعن هذا الإجتماع، صرح متحدث الرئاسة المصرية بأن الرئيس أكد خلال الاجتماع حرص الدولة على استمرار التفاعل المباشر مع المستثمرين ومجتمع رجال الأعمال الذين يمثل نجاحهم دعماً للمسار الذي تنتهجه مصر نحو التنمية الشاملة وبناء الدولة، وذلك بإقامة شراكة متوازنة مع الدولة تهدف لدعم الاقتصاد
وتوطين الصناعة.