على الرغم من انعدام أي وجه للمقارنة بين الترسانة العسكرية الإسرائيلية الحديثة وتلك التي بحوزة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، إلا أن “طوفان الأقصى” قلب الموازين على ما يبدو.
عن هذا الأمر تحدثت صحيفة “لوموند” الفرنسية مشيرة إلا أن حركة حماس في قطاع غزة من خلال “تنفيذ أعنف هجوم على الأراضي الإسرائيلية، وقتل وخطف المدنيين والعسكريين على حد سواء، غيرت ميزان القوى على الأرض”.
موقع “defencestreet.com” تنبى الرأي ذاته برصده أن التوازن العسكري بين إسرائيل وفلسطين قد اختل بشكل كبير على الرغم من أن إسرائيل “تمتلك قوات مسلحة راسخة ومتقدمة تقنيا، بما في ذلك جيش مدرب جيدا وسلاح جوي وبحري. لديها معدات حديثة وقدرات استخباراتية وبنية تحتية دفاعية موثوقة”.
بالمقابل لفت الموقع المتخصص في الشؤون الدفاعية إلى عدم وجود “قوات مسلحة مركزية في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة والضفة الغربية. الوضع معقد، مع وجود فصائل مختلفة، بما في ذلك حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. على الرغم من أن بعض المجموعات لديها تشكيلات شبه عسكرية، إلا أنها لا يمكن مقارنتها من حيث الحجم أو التدريب أو التكنولوجيا مع قوات الدفاع الإسرائيلية”.
وفي سياق استعراضه لقوتي الطرفين في الوقت الحالي، ذكر الموقع أن إسرائيل “تمتلك جيشا أكثر تقدما وتجهيزا بشكل كبير مقارنة بأي فصيل أو مجموعة فلسطينية محددة. تمتلك إسرائيل جيشا عالي التدريب ومتقدما تقنيا، بما في ذلك قوة جوية قوية وقدرات استخباراتية متقدمة وأسلحة حديثة. بالإضافة إلى ذلك، تستفيد إسرائيل من التحالفات الدولية القوية، لا سيما مع الولايات المتحدة”.
هذا الموقع المختص بالشؤون العسكرية لفت إلى “أن التكهن بنتيجة حرب افتراضية بين إسرائيل وفلسطين أمر معقد وحساس. الحروب لها عواقب وخيمة، والمناقشات حول مثل هذه السيناريوهات تبالغ في تبسيط الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المتجذر والمتعدد الأوجه”.
في هذا السياق جرت الإشارة إلى أن “الصراع الإسرائيلي الفلسطيني متجذر بعمق في القضايا التاريخية والسياسية والثقافية، وأي محاولة لحصره في مواجهة عسكرية، تتجاهل الصعوبات والخسائر البشرية المرتبطة به”.
كما جرى التنويه بأن إسرائيل “تشتهر بابتكاراتها التكنولوجية ولديها صناعة دفاعية قوية. وقد طور تقنيات عسكرية متقدمة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الصاروخي مثل القبة الحديدية، ومقلاع داوود والسهم. كما تشتهر البلاد بقدراتها الاستخباراتية، والتي تعتبر حاسمة للأمن القومي.. ويعتبر سلاح الجو الإسرائيلي من أكثر القوات الجوية تقدما وجاهزية للقتال في العالم. وهي تشغل طائرات مقاتلة حديثة وطائرات مراقبة وأصول جوية حديثة أخرى.. ولها قوة بحرية على الرغم من صغر حجمها نسبيا مقارنة ببعض القوات البحرية الأخرى، إلا أنها حديثة ومجهزة بقوارب صواريخ وغواصات وسفن دورية”.
الموقع وصف عملية “طوفان الأقصى” بأنها بمثابة “خروج عن التكتيكات السابقة، ما يدل على عملية عسكرية أكثر تطورا. استخدمت المجموعة وسائل حرب جديدة، بعضها لم يستخدم من قبل في النزاعات”.
من جانبه أكد موقع قناة التلفزيون الهندية “ndtv” استحالة “إجراء مقارنة مباشرة بين القوة العسكرية لحركة حماس والقوات المسلحة الإسرائيلية، لأن حماس، بحسب وصفه “تخوض معركة إرهابية غير تقليدية”.
من جهة أخرة، توقف الموقع الهندي أمام ما وصفه بـ”الاستخدام المثير للاهتمام لأنظمة الأسلحة الجديدة نسبيا، مثل الطائرات بدون طيار والطائرات الشراعية، بالإضافة إلى الصواريخ بعيدة المدى”، وهو ما رأى أنه “يشير إلى شكل مختلف وأكثر تقدما من العمليات الإرهابية. وما يبدو حتميا الآن أن إسرائيل ستواجه ذلك باستخدام قواتها التقليدية المتفوقة إلى حد كبير إذا جرى هجوم بري على قطاع غزة”.
بالنسبة إلى “ترسانة حماس” رأت القناة التلفزيونية الهندية أن الهجوم الذي نفذته حماس مؤخرا غير مسبوق، وهي عملية عسكرية كاملة بوسائل حرب جديدة، “لم يستخدم بعضها بتاتا في صراع نشط من قبل”.
على سبيل المثال لفت هذا المصدر إلى استخدام حماس “الطائرات الشراعية الكهربائية لنقل الإرهابيين إلى الأراضي الإسرائيلية، متجاوزة نقاط التفتيش شديدة التحصين”، ورصد أيضا أن حماس استخدمت “لأول مرة طائرات مسلحة من دون طيار لتدمير دبابة طراز ميركافا 4 الأكثر تقدما في إسرائيل”.
الموقع تطرق أيضا إلى الصواريخ التي أطلقت من غزة، لافتا إلى أن مثل هذا الأمر على الرغم من أنه معتاد “إلا أن بعض الصواريخ كان مداها بأكثر من 70 كم، ويصل إلى تل أبيب، ما يشير إلى استخدام أنظمة ومحركات توجيه متقدمة نسبيا”.
المصدر ذاته توصل إلى استنتاج مفاده أن إسرائيل على الرغم من اشتهارها “بجهازها الاستخباراتي الذي يعمل من خلال العديد من الوكالات، إلا أنها ستضطر الآن إلى الاعتماد بشكل كبير على قوتها العسكرية التقليدية في حالة نشوب صراع عسكري أكبر، والذي يبدو الآن أمرا لا مفر منه”.
بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي، جرت الإشارة إلى أنه يعد “أحد أكثر القوات الجوية تقدما من الناحية التكنولوجية في العالم، أنظمة الأسلحة، وهو مزود بمقاتلات الشبح إف-35، وبمجموعة واسعة من القنابل الذكية التي تصيب الأهداف بأقل قدر من الأضرار الجانبية، وبمنظومة عمليات يرتكز على الشبكة العنكبوتية يتم فيها استخدام المستشعرات على عدة مستويات لاكتشاف الأهداف وإصابتها”.
علاوة على كل ذلك، ذُكر أن إسرائيل “هي أيضا قوة نووية، وهي إمكانية قد تكون غير مناسبة في سياق القتال مع حماس، ولكنها رادعة إذا تجاوز الصراع حدودها”.
المصدر: وكالات