دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الرابع ردا على وفاة الشابة مهسا أميني بعد احتجازها من شرطة الأخلاق، بينما قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي السبت إن الطلاب سيَحولون دون تحقيق “أحلام العدو”.
وقالت وكالة أنباء “إيسنا” إن تجمعات احتجاجية وصفتها بالمتفرقة، خرجت السبت في أكثر من 10 مناطق في العاصمة طهران.
وأضافت الوكالة أن المحتجين أضرموا النار في مركز تابع للشرطة في أحد الأسواق (البازارات) جنوبي العاصمة، وأن قوات الشرطة حاولت تفريق المحتجين بعد أن عززت وجودها في عدة مناطق بطهران.
خارج طهران
وفي مدينة ساقيز التي تتحدر منها أميني والواقعة في محافظة كردستان (غرب)، سُمعت طالبات المدارس وهن يهتفن “امرأة، حياة، حرية”، بينما خرجن في مسيرة في أحد الشوارع وهن يلوّحن بحجبهن فوق رؤوسهن، بناء على تسجيلات مصوّرة قالت مجموعة “هنكاو” الحقوقية إنها سُجّلت السبت.
كما أظهرت صور بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات احتجاجية في مدن أخرى منها أصفهان ومشهد وشيراز، وردد المحتجون خلالها شعارات مناوئة للنظام ولمسؤولين في البلاد.
وأثارت وفاة الشابة الكردية الإيرانية البالغة 22 عاما في 16 سبتمبر/أيلول الماضي، بعد 3 أيام من توقيفها في طهران على يد شرطة الأخلاق التي اعتبرت أنها لم تكن ترتدي ملابس محتشمة، غضبا شعبيا واسعا.
وتفيد منظمة حقوق الإنسان في إيران بأن 92 متظاهرا على الأقل قُتلوا خلال “قمع” قوات الأمن للاحتجاجات.
واتّهمت إيران مرارا قوى خارجية بإشعال الاحتجاجات، وأعلنت الأسبوع الماضي أنه تم توقيف 9 أجانب من دول بينها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا.
وأعلنت إيران -أمس الجمعة- أن تحقيق الطب الشرعي خلص إلى أن أميني توفيت نتيجة تداعيات حالة مرضية سابقة وليس بسبب “ضربات” على رأسها، رغم أن عائلتها ذكرت أنها كانت تتمتع بصحة جيدة.
“أحلام العدو”
من جانبه، قال الرئيس الإيراني السبت إن الطلاب في إيران سيَحولون دون تحقيق “أحلام العدو”.
وأضاف رئيسي في كلمة بمناسبة بداية العام الدراسي، لقد ظن العدو أنه يستطيع متابعة وتحقيق رغباته داخل الجامعة، غير مدرك أن طلابنا وأساتذتنا متيقظون ولن يسمحوا للعدو بتحقيق الأحلام الزائفة.
واعتبر أن الطلاب سيَهزمون العدو في مجال العلم والمعرفة وغيرهما.
وناشد رئيسي جميع مؤسسات الدولة فرض الحجاب والحفاظ على الوحدة.
وأردف قائلا “رغم جميع الجهود التي يبذلها الحاقدون، سيتجاوز شعب إيران الإسلامية القوي والكادح المشاكل التي يواجهها بالوحدة والتلاحم”.
عقوبات غربية
وأمس الجمعة، اتخذت فرنسا وكندا وهولندا إجراءات ضد إيران، في حين تعهدت الولايات المتحدة بالرد على ما سمتها حملة “القمع الدموية” فيها.
وأعلنت كندا فرض عقوبات جديدة على النظام في إيران، ومنعت 10 آلاف مسؤول بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني من دخول أراضيها بشكل دائم.
بدورها، دعت وزارة الخارجية الفرنسية -أمس الجمعة- مواطنيها الذين “يزورون إيران إلى مغادرة البلاد في أقرب الآجال، نظرا إلى مخاطر الاعتقال التعسفي التي يعرضون أنفسهم لها”.
ومثل فرنسا، نصحت حكومة هولندا كل رعاياها بمغادرة إيران وعدم السفر إليها تحت أي ظرف.
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية -أمس الجمعة- إن الولايات المتحدة ستواصل التنسيق مع حلفائها بشأن كيفية الرد على “حملة القمع الدموية” ضد المتظاهرين في إيران، “والعنف الذي ترعاه الدولة” ضد النساء.
المصدر: وكالات