أثار تسرب الغاز من خطي أنابيب “نورد ستريم” علامات استفهام كثيرة بشأن من يقف وراء عملية التخريب، التي يعتقد أنها “متعمدة”، فيما دعت دول أوروبية إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف لكشف خلفيات ما حدث.
اتهامات بـ”تخريب متعمد”..ماذا قالوا؟
- رئيسة وزراء الدانمارك ميتي فريدريكسن: “من الصعب التصور” أن تسرب الغاز في 3 مواقع من خطي الأنابيب “نورد ستريم 1″ و”نورد ستريم 2” بصورة متزامنة أمر “عرضي”، ولا “نستبعد” عملية تخريب.
- مستشار الرئيس الأوكراني ميخائيلو بودولاك: “تسرب الغاز يعد هجوما إرهابيا خططت له روسيا وعملا عدوانيا تجاه الاتحاد الأوروبي”.
- رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال: “يبدو أن أعمال التخريب في نورد ستريم مسعى لتعطيل إمدادات الطاقة للاتحاد الأوروبي بشكل أكبر”.
- مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: الاتحاد يعتبر أن تسرب الغاز في خطي أنابيب تحت البحر يربطان روسيا بألمانيا هذا الأسبوع “ليس مصادفة” وسط مؤشرات على “عمل متعمد”.
- المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: “نحن قلقون للغاية حيال هذه الأنباء”، وأضاف ردا على سؤال عن احتمال أن يكون ذلك ناجما عن عملية تخريب: “لا يمكن استبعاد أي فرضية”.
- المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: “شركاؤنا الأوروبيين يجرون تحقيقا. نحن مستعدون لدعم جهودهم”.
من المستفيد الأكبر؟
لطالما عارضت الولايات المتحدة اعتماد الناتو (خاصة ألمانيا) على الغاز الروسي. وفي 2018، حذر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الأوروبيين من احتمال استخدام روسيا للغاز كسلاح لمواجهة الغرب.
ويقول خبراء إن تضرر خطي الغاز يجعل “إصلاحهما في ظرف زمني قصير صعبا”، مشيرين إلى أنه من غير المحتمل إعادة أحدهما إلى الخدمة قبل الشتاء، حتى لو حدث تغيير في الوضع السياسي.
ووضع موقع “آسيا تايمز” مجموعة من الفرضيات بشأن “المستفيد الأكبر” من عملية تخريب خطي “نورد ستريم 1 و2”:
1- الفرضية الأولى: قد تكون روسيا وراء ما حدث لمعاقبة الأوروبيين على دعمهم لأوكرانيا والعقوبات التي فرضوها عليها، لكن المشكلة في هذه الفرضية أن تدمير موسكو لخطوطها يعني أنها ستفقد كل نفوذها مع أوروبا، وهو أمر غير مرغوب.
2- الفرضية الثانية: أوكرانيا قد تكون مرشحة لإلحاق ضرر اقتصادي بروسيا. لكن، في حال توصلت التحقيقات إلى ضلوع كييف في أعمال التخريب، فإن علاقاتها مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي ستتضرر بشكل كبير.
3- الفرضية الثالثة: استبعد المصدر أن تقف إحدى الدول الأوروبية وراء ما حدث لخطي الغاز، على اعتبار أن الأوروبيين يحتاجون بشدة هذا المورد، ومن الصعب أن يضروا أنفسهم بأنفسهم.
4- الفرضية الرابعة: لروسيا علاقة متوترة مع دول البلطيق، ويمكن لأي منها تنفيذ أعمال تخريبية ضد خطي نورد ستريم. لكن الفرضية غير مرجحة، لأنها ستضر أوروبا، وستؤثر على الدول البلطية، التي تعتمد على الناتو من أجل الأمن.
5- الفرضية الخامسة: قد تكون الولايات المتحدة خربت أنابيب “نورد ستريم”، بسبب تخوفها من خروج دول أوروبية من الإجماع بشأن العقوبات المفروضة على روسيا لإنقاذ نفسها من “أزمة الطاقة” هذا الشتاء، لكن لهذا الأمر أيضا مخاطر سياسية واستراتيجية وأمنية.
ويأتي ذلك أيضا في الوقت الذي باتت فيه واشنطن لاعبا مهما في مجال الطاقة، حيث أصبحت ترسل كميات ضخمة من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا. وتلجأ “القرة العجوز” إلى هذا النوع من الغاز لتخزينه استعدادا لفصل الشتاء المقبل.
ما يجب أن تعرفه عن نورد ستريم 1و2
- نورد ستريم 1 يمتد على عمق 1200 كيلومتر تحت بحر البلطيق من الساحل الروسي بالقرب من مدينة سان بطرسبرغ إلى شمال شرق ألمانيا.
- افتُتح 2011 ويمكنه نقل نحو 170 مليون متر مكعب من الغاز يوميا كحد أقصى من روسيا إلى ألمانيا.
- تمتلك خط نوردستريم وتديره شركة نوردستريم أي جي Nord Stream AG، والتي تمتلك شركة غازبروم الروسية التابعة للدولة معظم أسهمها.
- نورد ستريم 2 يعد ثاني خط غاز يربط روسيا بشمال ألمانيا، بموازاة مسار الخط الأول، ويمتد على عمق 1230 كيلومتر تحت بحر البلطيق.
- انتهت الأعمال التنفيذية للخط الثاني في 2021، وكان من المخطط أن ينقل ما مجموعه 55 مليار متر مكعب من الغاز إلى ألمانيا.
- الخطان متوقفان بسبب الحرب في أوكرانيا.
ختاما، هل ستؤدي الاتهامات إلى فتح تحقيق شفاف؟ وكيف سيجري التعامل مع المتورط في أعمال التخريب؟
المصدر: سكاي نيوز عربية