مع إبداء التعاطف العالمي الكبير مع باكستان في أزمة الفيضانات الجامحة، إلا أن طلب إسلام آباد من الدول الغنية تقديم تعويضات لها عن خسائرها من تغير المناخ يواجه عقبات، في غياب اتفاق دولي يحدد المسؤول عن هذا التغير ويلزمه بتعويض المتضررين.
يربط خبراء باكستانيون ومسؤولون سابقون في منظمات أممية في حديثهم لموقع “سكاي نيوز عربية”، “الفتور” نحو تقديم التعويضات الإلزامية لباكستان -التي تختلف عن المساعدات الإنسانية غير الملزمة- إلى عدم التوافق الدولي حول مبدأ التعويض، إضافة لأزمات كورونا وأوكرانيا.
بجانب وفاة 1545 شخصا، وخسارة فادحة في البنية التحتية والأراضي الزراعية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، يزحف لباكستان خطر جديد وليد للفيضانات، وهو الأمراض المتوقع أن تقذفها بها المياه الراكدة المنتظر ألا تنحسر قبل 6 أشهر.
مطالب بالتعويض
طالبت مفوضية حقوق الإنسان في باكستان الدول الغنية التي تسببت في أزمات التغير المناخي، بدفع تعويضات فورية للأضرار التي لحقت ببلادها جراء الفيضانات
وأرجعت المفوضية طلب التعويض إلى أن:
• الفيضانات سببت خسائر لـ30 مليون شخص على الأقل.
• باكستان لا تتحمل مسؤولية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سوى بنسبة 0.4% فقط تاريخيًا، ورغم ذلك فهي من الأكثر عرضة لتغير المناخ، وفقا للبنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي.
حجم الخسارة
الصحفي الأفغاني أحمد القريشي، يستعرض أمثلة للأضرار، ومنها خسارة ما قيمته 40 مليار دولار وتهديد الأمن الغذائي؛ لأن مياه الفيضانات تحتاج إلى 6 أشهر في بعض المناطق لتنحسر؛ ما يعني عدم زراعتها.
احتمالات الاستجابة للتعويض
تحظى أزمة باكستان باهتمام دولي كبير، وهناك زيارات مستمرة لنجوم وروموز دوليين للمناطق المتضررة لشن حملة تحث الدول على المساهمة، وفق القريشي.
كما أن دولا كالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مع الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا والاتحاد الأوروبي مستعدة لتمويل مشروعات للتكيف المناخي في باكستان، بحسب الصحفي الأفغاني.
لكنه يرى أيضا أنه رغم رغبة المساعدة، لكن احتمالات التعويض ضعيفة جدا لعدة أسباب:
• شهية المجتمع الدولي لتقديم دعم إنساني لا محدود تراجعت كثيرا بعد جائحة كورونا وحرب أوكرانيا.
• بدوره لا يأمل الدكتور بدوي رهبان، مستشار منظمة الأمم المتحدة للحد من آثار تغير المناخ، مدير وحدة الكوارث في منظمة اليونسكو سابقا، كثيرا في تعويضات كوارث التغير المناخي؛ لأنها تحتاج إلى توافق دولي يصعب إنجازه قريبا.
• ويضرب مثلا بأن مؤتمر جلاسكو حول المناخ (كوب 26) في أسكتلندا، العام الماضي شهد خلافا بشأن تعويض الدول الغنية للدول النامية، ومن المتوقع أن يتجدد الخلاف في مؤتمر شرم الشيخ “كوب 27″، المقرر في مصر نوفمبر المقبل، حول نفس الجزئية.
• رهبان يؤكد الحاجة الملحة لاتفاق حول التعويض، كما أن الدول الغنية مطالبة بالاتفاق مع الدول النامية حول تمويل مشروعات التكيف، خاصة أن الصندوق الأخضر في الأمم المتحدة كان من المفترض أن يحشد كل عام 100 مليار دولار لمواجهة التغيرات المناخية، عملا باتفاقية باريس لعام 2015 “لكن للأسف هذا الاتفاق لم ينفذ”.
أمراض ما بعد الفيضان
المياه الراكدة لمدة طويلة متوقع أن تطفح بعدة أمراض لباكستان؛ حيث تحذر منظمة الصحة العالمية من تفشي حمى الضنك والملاريا.
وتزداد فرصة انتشارها مع تشرد ملايين الناس نتيجة تدمير منازلهم، وتضرر 2000 مرفق صحي، واضطرار البعض لشرب مياه غير آمنة بعد تضرر إمدادات المياه النقية، بحسب بيان المنظمة ذاتها.
المصدر: سكاي نيوز عربية