تصاعدت المخاوف الأوروبية من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، التعبئة العامة العسكرية جزئيا في روسيا. ما دفع بعض دول شرق أوروبا للإعلان عن ترقبها للموقف واستعداد قواتها الدفاعية.
وشدد بوتن، الأربعاء، على أن بلاده ستدافع عن نفسها في حال إذا واجهت تهديدا من الغرب.
وجاء القرار الروسي عقب سلسلة من الانتصارات حققتها القوات الأوكرانية في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا وخيرسون جنوبا، ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقا.
إجراءات سريعة
• على الفور، أعلنت ليتوانيا، رفع مستوى جاهزية قواتها المسلحة للرد السريع، عقب قرار روسيا بشأن رفع التعبئة العسكرية الجزئية.
• وأكد وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس، أن القرار لمنع أي استفزازات من الجانب الروسي، خاصة وأن التعبئة العامة العسكرية الروسية ستشمل منطقة كالينينغراد.
ردود فعل غربية
• توالت ردود الفعل من الجانب الأوروبي، حيث أكدت المفوضية الأوربية، على أن القرار الروسي بشأن الحرب في أوكرانيا هو اتجاه إلى مزيد من التصعيد.
• وانتقد نائب المستشار الألماني روبرت هابيك، القرار، واعتبره خطوة خاطئة وسيئة، مؤكدا على استمرار دعم برلين للقوات الأوكرانية، مع دراسة الوضع الآن للرد على قرار بوتن.
• واعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيغان، أن خطاب بوتن تصعيد مقلق ويجب أخذ التهديدات التي وجهها على محمل الجد.
• ومن جانبها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك، إن قرار روسيا مؤشر ضعف وفشل، مشددة على استمرار دعم بلاده لكييف.
ماذا يخيف شرق أوروبا؟
قال بوتن في خطابه للإعلان عن التعبئة العامة العسكرية الروسية جزئيا، ” نواجه اليوم القوات الأوكرانية والماكينة الكبرى للناتو، وبالتالي يجب أخذ القرار لحماية أرضنا ووطننا وسيادتنا”.
وأضاف “أصبح جليا أن الحل السلمي لم يعجب الغرب، حيث حصلت كييف على دعمه لتقويض مقترحاتنا السلمية”.
وتضمن القرار الروسي:
• رفع التعبة العامة في روسيا بداية من 21 سبتمبر.
• تكليف وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان بتنفيذ التعبئة الجزئية.
• استدعاء 300 ألف من قوات الاحتياط.
• تطبيق القرار على من لديهم خبرة عسكرية سابقة.
• تدريب من يتم استدعائهم قبل نشرهم.
• ويقول المحلل السياسي مصطفى الطوسة، إن إعلان بوتن للتعبئة العامة العسكرية الجزئية في روسيا، يعني دخول الروس في مرحلة جديدة من الحرب في أوكرانيا، ما تسبب في إثارة الذعر والخوف بشكل كبير لدى دول الاتحاد الأوروبي ولاسيما الدول المجاورة لبؤرة الصراع من دول شرق أوروبا.
• كانت دول شرق أوروبا لديها تخوف دائم منذ اندلاع الحرب الأوكرانية، وترى إذا نجح بوتن في السيطرة على الأوضاع العسكرية في أوكرانيا، ستصبح هي ” اللقمة السائغة” المقبلة لشهية “الدب الروسي”، لذا كانت دائما تراقب عن كثب التصريحات والمواقف والقرارات الروسية، حسب تصريحات الطوسة لموقع ” سكاي نيوز عربية”.
• ويضيف ” اليوم وبعد هذا القرار، تزداد المخاوف لدى شرق أوروبا، نظرا لأن مضمون القرار يعني استمرار إعلان الحرب في أوكرانيا والدخول إلى منحى جديد في المعارك، ما يرجح احتمالية توسع نطاق القتال وربما يطول بعض الدول القريبة جغرافيا من الصراع”.
حرب استنزاف
• فيما يتعلق بحجم المخاطر التي تواجهها دول شرق أوروبا، يوضح الطوسة، أن الموقف الروسي كان بمثابة صدمة قوية وقاسية لمختلف مراكز القوى العسكرية والسياسية الأوروبية والأميركية، نظرا لأن هذا الإعلان الروسي يعد مؤشرا للدخول في حرب استنزاف طويلة الأمد.
• ويجد المحلل السياسي، أن خطاب بوتن يحمل مؤشرات لاحتمالية خروج نطاق الصراع خارج حدود أوكرانيا، خاصة وأنه قدم للروس أعذار لاتخاذه هذا القرار، من بينها أن روسيا لا تحارب أوكرانيا فقط، وأن الغرب يريد هدم الاقتصاد والمجتمع الروسي.
• ويعد القرار الروسي وما تضمنه بمثابة إنذارات قوية لدول الجوار الروسي، وأيضا لدول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأن روسيا يمكن أن تنفذ خطوات غير محسوبة العواقب العسكرية والدبلوماسية، وفق الطوسة.
تعزيزات الناتو في شرق أوروبا:
قبل اندلاع الحرب الأوكرانية في 24 شباط/فبراير، عزز الناتو وجوده في دول أوروبا الشرقية.
• في كانون الأول/يناير، أعلن حلف الناتو، إرسال طائرات مقاتلة وأصول بحرية شرق أوروبا.
• في شباط/فبراير، أعلنت الولايات المتحدة إرسال 3000 جندي إلى رومانيا وبولندا.
• في أيار/مايو، أعلن الناتو، نشر 4 كتائب قتالية في بلغاريا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا، ليصبح عدد الكتائب القتالية من البلطيق للحر الأسود 8 مجموعات.
المصدر: سكاي نيوز عربية