كشف مصدر مطلع من داخل تنظيم الإخوان الدولي أن هناك تحركات عاجلة من التنظيم لمحاولة تهدئة غضب أعضاءها والمعارضين المصريين في الخارج واحتواءهم خوفاً من عودتهم للقاهرة.
حيث أعلن رئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان محمد أنور السادات في وقت سابق مبادرة حول العودة الآمنة للمصريين المعارضين في الخارج، وأن هناك شروطا للعودة لمن يرغب، منها عدم مخالفة دستور البلاد وألا تكون صادرة ضده أحكام أو متورطا في عنف وألا يكون منتميا لجماعة إرهابية أو محظورة كجماعة الإخوان والحركات المسلحة التابعة لها.
وقد دفعت هذه الدعوة قيادات تنظيم الإخوان لإعلان حالة الاستنفار الداخلي وتم عقد اجتماعات من قبل الجبهتين المتصارعتين كلٍ على حده – جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير – واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لاحتواء جميع الشخصيات المعارضة والمقيمين بالخارج وصرف رواتب إعانة لهم للحيلولة دون استجابتهم لمبادرة العودة إلى القاهرة.
وفي هذا السياق قامت قيادات الإخوان بإصدار بيان داخلي بتوجيه مسئولي رابطة الإعلاميين والصحفيين والأطباء والمهندسين والطلاب بسرعة التواصل مع الشخصيات المتواجده بالخارج بشكل مباشر وحل جميع مشكلاتهم سواء متعلقة بديون متأخرة أو عدم القدرة على سداد إيجار المسكن أو من ليس لديه عمل.
وكان الناشط السياسي وائل غنيم كان أعلن مؤخرا عودته إلى مصر بعد سنوات من الإقامة خارجها، مقدماً اعتذاره عما بدر منه في حق بلاده خلال حراك يناير(حزيران) 2011 واستعداده لخدمة قضايا وطنه.
جدير بالذكر أنه مازالت أزمة جماعة الإخوان تتفاقم خاصة مع احتدام الصراع بين جبهتي إسطنبول، بقيادة محمود حسين وجبهة لندن بقيادة إبراهيم منير، حيث تطور الصراع ليدخل منعطفاً جديداً، وذلك عبر ظهور جبهة ثالثة، موالية للقيادي الراحل محمد كمال، غير راضية عن أداء نظيرتيها، مما فرق دم “عقيدة التنظيم” بين هذه الجبهات الثلاث، فباتت بعد 90 عاماً مهترئة، “بلا معنى حقيقي”.
وكانت الانشقاقات داخل الجماعة المصنفة إرهابياً، بالنسبة لنظام السيسي، منذ العام 2013، آخذة في التصاعد خلال الأونة الأخيرة، حيث عقدت عدة اجتماعات لمكتب الإرشاد العالمي في لندن وحضره عدد من قيادات الصف الأول للجماعة، حينذاك، حاول الدكتور محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة وقائد جبهة إسطنبول، المشاركة فيها بصفته عضواً في مكتب إرشاد مصر، لكن تم منعه.
وفشلت كافة مبادرات الصلح بين الفرقاء المتنازعين، وصدر قرار سري وصل للمكاتب الإدارية من إبراهيم منير ينص على طرد جميع المؤيدين لجبهة محمود حسين والمتعاطفين معها، وفي مقابل ذلك، أعلن طلعت فهمي المتحدث الرسمي لجبهة محمود حسين، أن مجلس الشورى العام قرر عزل وإعفاء منير من منصبه وإبلاغه بذلك.
تزامن مع ذلك تطورات كبيرة بالإقليم، كان من بينها المصالحة التي تمت بمدينة العلا السعودية، مطلع العام السابق، وما لاح في أعقابها من بوادر انفتاح إثر مصالحة القاهرة، مع الدوحة، وأنقرة، واستقبال الرئيس المصري أمير قطر في القاهرة ثم زيارته للدوحة مؤخراً، حتى صار تنظيم الإخوان في أضعف حالاته.
يُذكر أنه في نهاية إبريل(نيسان) الماضي وخلال إفطار الأسرة المصرية أعلن السيسي إعادة تفعيل عمل لجنة العفو الرئاسي، لإطلاق سراح بعض السجناء من التيارات السياسية والثورية.