أكد السفير الروسي في القاهرة غيورغي بوريسينكو على عمق ومتانة العلاقات بين روسيا ومصر في كافة المجالات.
وقال السفير الروسي خلال مقالة نشرتها صحيفة “الأهرام” المصرية بمناسبة مرور 79 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، إنه في مارس الماضي تم إجراء المكالمة الهاتفية بين رئيسي البلدين وفي يونيو الماضي شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي عبر الفيديو كونفرانس مع الرئيس فلاديمير بوتين في الدورة الــ25 لمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي التي شاركت فيه مصر كضيف شرف.
وقام وزيرا الخارجية بإجراء الاتصالات الهاتفية مرارا وتكرارا. حيث زار موسكو وزير الخارجية المصري سامح شكري في أبريل الماضي ضمن مجموعة اتصال جامعة الدول العربية بشأن الأزمة في أوكرانيا.
وفي الشهر الماضي قام نظيره الروسي سيرغي لافروف بالزيارة الرسمية للقاهرة.
وقال السفير بوريسينكو: “بمناسبة الذكرى 79 للعلاقات الروسية المصرية الدبلوماسية غدا – بحلول أواخر العام الجاري من المخطط إجراء عدد من الاجتماعات والمناسبات الثنائية وستشارك روسيا بشكل واسع في الدورة 27 لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي ستستضيفه مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل”.
وأضاف أنه منذ العصور القديمة انجذب الشعبان لبعضهما البعض.وإن أرض الأهرامات السحرية ووفقا للكاتب المصري المشهور نجيب محفوظ امتصت تراث “حضارتي الإسلام والفراعنة” دائما كانت ومازالت مصدر جذب للشعب الروسي.
وقال إن هذا الحدث العظيم له معنى رمزي لأنه حصل في ذروة الحرب العالمية الثانية عندما اتحد العالم بأجمعه لمقاومة تهديد الاستعباد والإبادة الذي شكله النازيون.. حيث نظم الاتحاد السوفياتي في تلك الفترة الصعبة على الأراضي المصرية بالضبط نقطة العبور لأسري الحرب السوفيت الذين عادوا إلى الوطن من أوروبا الغربية. فإن بقاء جنودنا في مصر تسبب في تشكيل تقاليد الصداقة بين شعبينا التي لا تزال موجودة.
وأوضح السفير الروسي بالقاهرة أن التعاون الثنائي الروسي المصري انطلق فجره في النصف الثاني للقرن العشرين بعد ثورة 23 من يوليو عام 1952 بقيادة جمال عبد الناصر. وأيدت موسكو بشدة تأميم قناة السويس. و هدد الزعيم السوفيتي آنذاك نيكيتا خروتشوف بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالسلاح النووي وحذرها من التدخل العسكري في مصر والقيام بالانقلاب الحكومي في البلد الصديق لنا. وبدوره تخلى الزعيم ناصر عن الانضمام إلى أي تحالف إقليمي برعاية الغرب.
وقال وفي الستينيات من القرن العشرين أنشأ الخبراء السوفيت جنبا إلى جنب مع المصريين السد العالي الفريد في أسوان ومصنع حلوان للحديد و الصلب ومنشآت البنية التحتية الأخرى التي ساهمت مساهمة كبيرة في الصناعة المصرية وسمحت لها بالحصول على التقدم البارز في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلي أن القرن 21 شهد قاعدة ثابتة للحفاظ على ديناميكيات التعامل الروسي المصري العالية ولتعزيزها تم توقيع اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي التي دخلت حيز التنفيذ في يناير عام 2021. وأصبح مشروعنا الضخم الحديث بناء المحطة النووية المصرية الأولى في الضبعة الذي يتم إنشاؤها بمشاركة شركة “روس آتوم” الحكومية. وفي يوليو العام الحالي جرت المراسم الرسمية لصبة الخرسانة في قاعدة المفاعل الأول من 4 مفاعلات المحطة. وإننا متأكدون من أن الأعمال ستجري طبقا لجدول زمني على الرغم من أي تعقيد الوضع الجيوسياسي.
وفقا للاتفاقيات التي تم الاتفاق عليها يجري إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية الخاصة لقناة السويس التي ستتيح الفرصة لتوفير فرص العمل الإضافية للمصريين وستعزز الطاقة الصناعية والتصديرية لمصر. مشيرا الي النجاح في تنفيذ الصفقة الكبرى في تاريخ سكك حديد مصرلإمدادات 1300 عربة ركاب بشركة “ترانسماش هولدينج” الروسية. إننا متمسكون بالكامل بالالتزامات المتفق عليها لتوفير مصر بالمنتجات الغذائية والسلع الأخرى.
وقال السفير جيورجي بوريسينكو إن الروابط الثقافية والإنسانية تلعب دور القاعدة لقيام علاقات الصداقة بين شعبي بلدينا وظهر ذلك في الستينيات من القرن العشرين حيث شهد تبادلات الطلاب بين روسيا ومصر الذي تطور تطورا هائلا خلال 10 السنوات الأخيرة. واليوم تعتبر مصر بثقة من الدول العشرة الأولى من حيث عدد الطلاب الذين يختارون بلدنا للحصول على التعليم حيث يوجد أكثر من 12 ألف طالب حاليا يتلقون تعليمهم في روسيا .
وقال إن مصر كانت دائما مصدر الإلهام والإيحاء لأعظم الشعراء والكتاب الروس. ففي عام 1828 كتب ألكسندر بوشكين الذي استوحى بتاريخ وثقافة مصر القديمة شعر “كليوباترا” الذي انضم إلى مجموعة “الليالي المصرية”. وفي مطلع القرن العشرين اجتذب بلد الأهرامات الشعراء الذين كانوا يجدون هنا معنى الحياة.و زار أرض الفراعنة نيكولاي غوميليوف الذي ألف أشعار “قناة السويس” و”البحر الأحمر” و”مصر”.و بعد زيارة مصر أصدر إيفان بونين دورة أشعار “دلتا” و”الإسكندر في مصر” و”القاهرة” و”الهروب إلى مصر”.