ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تقترب بالوقت الحالي من انتاج مادة إلى درجة قريبة من صنع أسلحة نووية، وأنها لم ترد بمصداقية على أسئلة الوكالة بشأن مصدر آثار يورانيوم عُثر عليها في ثلاثة مواقع “غير معلنة”.
قلق إسرائيلي
على مستوى حرب التصريحات المعتادة، والتحركات التي تقوم بها تل أبيب، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت خلال لقائه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي أن إسرائيل على استعداد لاستخدام “حقها في الدفاع عن النفس” لوقف برنامج إيران النووي.
وخلال لقاء الرجلين، قال بينيت بحسب بيان أرسله مكتبه باللغة العربية: “إن إسرائيل تفضل المسار الديبلوماسي لتجريد إيران من كافة إمكانياتها لتطوير السلاح النووي، ولكنها تحتفظ مع ذلك بحقها في الدفاع عن نفسها وفي اتخاذ إجراءات ضد إيران في سبيل كبح برنامجها النووي”.
وأكد بينيت على الضرورة الملحة في “تضافر الجهود الدولية لمنع إيران بكل الوسائل من الحصول على الأسلحة النووية”.
وشدد بينيت على الخطر الكبير الذي يشكله استمرار التقدم الإيراني نحو امتلاك السلاح النووي، من خلال تضليل المجتمع الدولي باستخدام المعلومات الملفقة والأكاذيب.
فيمَ كانت عشرات المقاتلات الإسرائيلية قد أجرت هذا الأسبوع مناورات فوق البحر الأبيض المتوسط، تزامناً مع تنفيذ سفن حربية مناورات في البحر الأحمر، وذكرت الصحافة الإسرائيلية أنها محاكاة لهجوم واسع النطاق ضد إيران، لاسيما المواقع النووية.
مخزون اليورانيوم الإيراني تجاوز الحد المسموح دولياً
تجاوز مخزون اليورانيوم المخصب لدى إيران الحد المسموح به بموجب الاتفاق النووي المبرم العام 2015 بين طهران والقوى الكبرى بأكثر من 18 مرة، بحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين (30 أيار/مايو 2022).
ووفقًا لتقديرات منتصف أيار/مايو، زادت طهران احتياطها الإجمالي إلى 3809,3 كيلوغرامات، في مقابل 3197,1 كيلوغراما في شباط/فبراير، بعيدًا عن السقف الذي تعهدت به بموجب الاتفاق والبالغ 202,8 كيلوغرام (أو 300 كيلوغرام من سداسي فلوريد اليورانيوم UF6.
كذلك، رفعت إيران مخزونها من المواد المخصبة بنسبة 20 % إلى 238,4 كيلوغراما بعدما كان 182,1 كيلوغراما. وهذا المستوى الذي يتجاوز بنسبة 3,67 % ذلك المحدد في الاتفاق، يجعل من الممكن نظرياً إنتاج نظائر طبية تستخدم خصوصا في تشخيص بعض أنواع السرطان.
وتملك إيران 43,1 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 % وهو عتبة قريبة من 90 % اللازمة لتصنيع قنبلة ذرية، فيما كانت تملك في السابق 33,2 كيلوغراما من هذه المواد.
صحف ألمانيا “طرحت المخاوف بشأن نووي إيران مراراً”
ففي حوار سابق مع موقع “تي.أونلاين” الألماني، رأى غيدو شتاينبرغ، خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة العلوم والسياسة (SWP) في برلين، في الهجمات على المنشآت النفطية السعودية قبل عامين دون تمكن الدفاعات الجوية للرياض من رصدها، نقطة تحول في الصراع بين المملكة العربية السعودية وإيران. فالهجوم أظهر عدم وجود ردع مضاد “للقوة الإيرانية” وكذلك “الضعف السعودي”.
واعتقد شتاينبرغ ومراقبون آخرون أن سباق تسلح جديد في المنطقة، بما فيه سباق نووي، أمر ممكن. إذا شعر السعوديون بأن إيران تقوم بتخصيب اليورانيوم مرة أخرى، فإنهم سيردون من خلال توسيع
قدراتهم العسكرية.
أما صحيفة “نويرتسوريشرتسايتونغ” الصادرة في سويسرا، فقد كتبت مطلع كانون الثاني 2021، بهذا الصدد “هل تسعى إيران حقا لصنع القنبلة، أم أنها تسعى فقط لامتلاك قدرات تمكنها من ذلك دون اتخاذ الخطوة النهائية لصنعها؟ (القدرة على صنع القنبلة) من شأنه أن يوفر ردعا معينا”. من الواضح أنه حتى عام 2003 كان لدى إيران برنامج نووي عسكري.
واستشهدت الصحيفة برأي أوليفر ماير من معهد أبحاث السلام وسياسة الأمن في هامبورغ الذي يقول “هناك الكثير من الأدلة على أن إيران قد نفذت أنشطة (نووية) في السنوات السابقة لا يمكن تفسيرها بأهداف مدنية”. غير أنه من الواضح أيضا أن البرنامج العسكري النووي الإيراني هذا قد توقف رسميا نهاية عام 2003 بقرار من القيادة الإيرانية.
ومن جهتها، تعتقد وكالات المخابرات الأمريكية والوكالة الدولية أن إيران امتلكت في فترة من الفترات برنامجا للسلاح النووي وأنها أوقفته. وثمة أدلة تشير إلى أن إيران حصلت على تصميم لقنبلة نووية ونفذت أعمالا مختلفة تتصل بتصنيعها.