قال ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان، إن إيران ستبقى جارة للسعودية ولا يمكنهما “التخلص” من بعضهما بعضا، ودعا لـ”حل الأمور” بينهما، مؤكدا نية الرياض مواصلة المحادثات مع طهران.
وصرح بن سلمان، في مقابلة مطولة مع صحيفة “أتلانتيك” الأمريكية نشرت اليوم الخميس وتداولتها بالكامل وسائل إعلام سعودية مقربة من الحكومة، ردا على سؤال حول العلاقات مع إيران: “إنهم جيراننا، وسيبقون جيراننا للأبد، ليس بإمكاننا التخلص منهم، وليس بإمكانهم التخلص منا، لذا فإنه من الأفضل أن نحل الأمور، وأن نبحث عن سبل لنتمكن من التعايش”.
وتابع بن سلمان: “قد قمنا خلال 4 أشهر بمناقشات، وسمعنا العديد من التصريحات من القادة الإيرانيين، والتي كانت محل ترحيب لدينا في المملكة العربية السعودية، وسوف نستمر في تفاصيل هذه المناقشات، وآمل أن نصل إلى موقف يكون جيدا لكلا البلدين، ويشكل مستقبلا مشرقا للسعودية وإيران”.
وأوضح ولي العهد السعودي، في إجابة على سؤال حول ما إذا كان “يفضل وجود الاتفاق النووي أم لا يفضله”: “أعتقد أن أي بلد في العالم لديه قنابل نووية يعد خطيرا، سوء إيران أو أي دولة أخرى، لذا نحن لا نود أن نرى ذلك، وأيضا نحن لا نرغب في رؤية اتفاق نووي ضعيف، لأنه سيؤدي في النهاية إلى ذات النتيجة”.
وتعتبر السعودية وإيران أكبر قوتين متنافستين في المنطقة وثمة توتر كبير بين الطرفين في ظل خلافات حادة متعددة، خاصة الحرب في اليمن وهجمات 2 يناير/ كانون الثاني 2016 على سفارة الرياض لدى طهران والقنصلية السعودية في مشهد بعد تنفيذ سلطات المملكة حكم الإعدام بحق 47 شخصا في قضايا إرهاب ومن ضمنهم رجل الدين الشيعي البارز، نمر باقر النمر.
ولا توجد علاقات دبلوماسية رسمية بين طهران والرياض منذ العام 2016، لكن جرى خلال الأشهر الأخيرة تبادل رسائل حول رغبتهما في تسوية الخلافات.
وأجرت السعودية وإيران العام الماضي 4 جولات من المحادثات في بغداد حول تطبيع العلاقات المقطوعة وسبل حل الخلافات وسط توقعات لاستضافة العاصمة العراقية للجولة الخامسة من هذا الحوار قريبا.