تصاعد الأزمة في كازاخستان

امتدّت حركة الاحتجاج التي بدأت مطلع الشهر الجاري بعد زيادة في أسعار الغاز الطبيعي المسال في مدينة جاناوزن بغرب البلاد، إلى ألماتي العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البلاد.
ومع بداية الأزمة، قُتل 8 عناصر من قوات الأمن والجيش في أعمال الشغب، التي تهزّ كازاخستان، وفق ما نقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الداخلية.
ورغم إعلان حالة الطوارئ، لكن الآلاف استمروا في النزول للشوارع، وأفادت تقارير بانقطاع خدمة الإنترنت في أجزاء عديدة من البلاد.
وحلّ الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف الحكومة، ملقيًا عليها باللائمة في وصول البلاد إلى حالة الاضطراب، ووعد توكاييف بعودة أسعار الوقود إلى ما كانت عليه من انخفاض “حفاظا على استقرار البلاد”.
وردّ المتظاهرون باجتياح مكتب عمدة ألماتي، ونهب محال تجارية، وبإضرام النار في سيارات، ورغم حلّ الحكومة وإعادة أسعار الوقود إلى ما كانت عليه، لا يُبدي المتظاهرون نيّة لمغادرة الشوارع.
ويبدو أن المتظاهرين تعلموا مما حدث في 2019 عندما استقال الرئيس نزار باييف، أن تغيير الحكومة لا يأتي بالضرورة
بنتائج مرغوبة.
وأصبحت مدينة جاناوزن، في مقاطعة مانكيستاو جنوب غربي كازاخستان، إحدى بؤر الاضطراب الأساسية في البلاد.
وكانت جاناوزن بؤرة ساخنة في مظاهرات سابقة شهدتها البلاد عام 2011، سقط فيها 14 قتيلا وأكثر من مئة جريح من العمال في مواجهات مع الشرطة، احتجاجًا على الأجور وظروف العمل.
والآن، أصبحت جاناوزن مجددًا مركزًا للمظاهرات، وقد حدد الناشطون خمسة مطالب أساسية:
⦁ تغيير حقيقي للحكومة.
⦁ انتخابات مباشرة لحكام المقاطعات (الذين يعيّنهم رئيس البلاد في الوقت الراهن).
⦁ عودة دستور 1993 الذي حدّد فترات الرئاسة وسلطات الرئيس.
⦁ عدم اضطهاد الناشطين المدنيين.
⦁ السماح بشغل مناصب لشخصيات لا تربط بينها وبين النظام الحالي علاقة.
ولا يبدو أن لهذه المظاهرات قيادات واضحة، كما تتم الإطاحة مبكرًا بكل المعارضين في كازاخستان، بحيث لا تتأتى فرصة لعملية انتخابات ديمقراطية حقيقية في البلاد.
ومن جهتها، دعت الولايات المتّحدة، السلطات في كازاخستان إلى “ضبط النفس”، معربة عن أملها في أن تجري “بطريقة سلمية” التظاهرات في الجمهورية السوفيتية السابقة، التي أعلنت حالة الطوارئ على كامل أراضيها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إنّه يجب أن يتمكّن المحتجّون من “التعبير عن أنفسهم سلمياً”، مناشدة السلطات
“ضبط النفس”.
كما ندّدت بـ”الادّعاءات المجنونة من جانب روسيا” بشأن المسئولية المفترضة للولايات المتحدة في أعمال الشغب، التي تهزّ كازاخستان، مؤكّدة أنّ هذه المزاعم “غير صحيحة على الإطلاق” وتفضح “استراتيجية التضليل الروسية”.