أحرز منتخب الجزائر لقب كأس العرب لكرة القدم لأول مرة في تاريخه، بعد الفوز 2-صفر على تونس في الوقت الإضافي، في قمة مغاربية مثيرة أمام أكثر من 60 ألف متفرج في استاد البيت في مدينة الخور السبت (18 ديسمبر 2021).
وافتتح البديل أمير سعيود التسجيل بتسديدة هائلة من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 99، بعد تمريرة من بغداد بونجاح.
وأضاف المخضرم ياسين براهيمي الهدف الثاني في نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع للوقت الإضافي، بعدما استفاد من خروج حارس تونس، معز حسن، من مرماه للمشاركة في ركلة ركنية، لترتد الكرة إلى اللاعب الجزائري الذي انطلق من قبل منتصف الملعب نحو المرمى الخالي.
واحتلت قطر المركز الثالث في وقت سابق اليوم، بعد التفوق بركلات الترجيح على مصر وعقب التعادل دون أهداف في استاد 974.
وقال مجيد بوقرة، مدرب الجزائر: “نستحق الفوز وأنا فخور بما حققه اللاعبون. أهدي التتويج للجزائريين. حافظنا على التركيز حتى آخر دقيقة في مباراة قمة صعبة”.
وبدأت المباراة بإيقاع سريع وتوغل التونسي محمد دراجر من الجانب الأيمن، وسط ملاحقة من الظهير الأيسر إلياس شتي. ووصلت الكرة إلى حنبعل المجبري، لاعب مانشستر يونايتد الشاب، الذي سقط أرضاً في منطقة الجزاء بعد كرة مشتركة مع شتي.
وأوقف الحكم المباراة، وسط مطالبة لاعبي تونس باحتساب ركلة جزاء، لكنه أشار بعدها باستمرار اللعب في الدقيقة 12.
بعدها نفذ التونسي نعيم السليتي ركلة حرة من الجانب الأيمن ارتقى لها بلال العيفة ووضع الكرة برأسه قوية من مدى قريب، لكنها ارتدت من العارضة في الدقيقة 14.
وكاد السليتي، الذي نفذ ركلة حرة قادت تونس للفوز على مصر في نصف النهائي، أن يسجل بنفسه بعدما راوغ بمهارة في الجانب الأيمن وأطلق تسديدة مفاجئة بقدمه اليسرى حولها الحارس رايس مبولحي إلى ركلة ركنية في الدقيقة 19. ونفذ السليتي الركلة الركنية، ووصلت إلى المدافع منتصر الطالبي، الذي وضع الكرة برأسه أعلى المرمى، لتهدر تونس فرصة جديدة.
وقال منذر الكبير، مدرب تونس: “الأولاد (اللاعبون) لم يقصروا، وأتيحت لنا الفرص وكان يجب أن نسجل الأول. من سجل أولاً قطع شوطاً نحو التتويج”.
لكن بعد دقيقة واحدة، كادت تونس أن تدفع الثمن، حيث وصلت الكرة إلى بونجاح في الجانب الأيمن وأرسل كرة عرضية أرضية إلى الطيب مزياني، الذي قابلها من مدى قريب وسدد خارج المرمى بشكل لا يصدق.
بعد ذلك، انتقل الخطير بلايلي إلى الجانب الأيمن في الشوط الثاني، وتوغل بقوة وأرسل عرضية قوية أبعدها غيلان الشعلالي، وتوقف اللعب بسبب شكوك حول وجود لمسة يد، لكن الحكم قرر لاحقاً مواصلة اللعب.
وتراجع إيقاع اللعب السريع مع مرور الدقائق، وظهر الإرهاق على لاعبي الفريقين، خاصة أنها المباراة السادسة في أقل من ثلاثة أسابيع.
لكن مع الدقيقة الأخيرة من الشوط الثاني، انفرد الجزيري بمرمى الجزائر قبل أن يسدد خارج المرمى، ليلجأ الفريقان إلى وقت إضافي.
وحصل البديل سعيود على فرصة خطيرة، عندما استحوذ على الكرة عند حافة منطقة الجزاء، لكن بدلاً من التسديد مباشرة، حاول المراوغة، ليتدخل دفاع تونس وينجح في إبعاد الكرة.
وبعد لحظات، مرر بونجاح بكعب القدم إلى سعيود خارج منطقة الجزاء، وأطلق اللاعب البديل هذه المرة تسديدة هائلة بقدمه اليسرى في شباك حسن، حارس تونس، رغم أنه كان في وضع أصعب ومن مسافة أبعد من الفرصة الضائعة.
وحاولت تونس إدراك التعادل في الدقائق المتبقية من الوقت المتبقي، إذ سدد المهاجم البديل فراس بلعربي كرة قوية من حافة منطقة الجزاء بجوار القائم في الدقيقة 111.
لكن بعد تقدم كل لاعبي تونس وحارس مرماهم نحو منطقة الجزاء في آخر ركلة ركنية، وصلت الكرة إلى براهيمي، الذي وجد نفسه منفرداً بالمرمى الخالي من منتصف الملعب، وتقدم حتى سجل الهدف الثاني في آخر لمسة في كأس العرب.
هذا، وقد استضافت قطر على مدى 19 يوماً، النسخة العاشرة من كأس العرب التي انطلقت من 30 نوفمبر إلى 18 ديسمبر بمشاركة 16 منتخباً عربياً واحتضنت 32 مباراة، ثم اختتمت بتتويج منتخب الجزائرعلى حساب تونس.
كما توجت قطر بالميدالية البرونزية بعد فوزها على مصر في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.
وحضر هذا الحدث الرياضي أكثر من 600 ألف متفرج وشارك فيه خمسة آلاف متطوع من 90 دولة. وللمرة الأولى أقيمت البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي (فيفا)، في نهائيات كانت بمثابة بروفة مصغرة لكأس العالم التي تستضيفها الدولة الخليجية الصغيرة نهاية 2022.