بلينكن يمتدح وقف إطلاق النار.. تحركات إقليمية لتثبيت هدنة في سائر الأراضي الفلسطينية

حذّرت الرئاسة الفلسطينية من العودة إلى “نقطة البداية” ومربع التصعيد والتوتر إذا استمر اقتحام الأقصى وحصار حي الشيخ جراح، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل السريع لمنع سياسة الاستفزازات والتصعيد الإسرائيلية.


وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الوضع الإنساني في غزة بالخطير، وشدد على ضرورة الشروع في التعامل معه، ودعا إلى انخراط الفلسطينيين والإسرائيليين في تحسين حياة شعبيهما والعيش وفق ظروف متساوية في الأمن والسلام والكرامة.

جاءت هذه التصريحات قبيل زيارة بلينكن للشرق الأوسط يرتقب أن تبدأ يوم الأربعاء القادم، حيث من المتوقع أن يلتقي بالمسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال بلينكن إن التحدي الحقيقي يكمن في مساعدة الفلسطينيين -خاصة من دعاهم المعتدلين منهم- والسلطة الفلسطينية على تحقيق نتائج أفضل لشعبهم.وجدد بلينكن دعم واشنطن لحل الدولتين باعتباره الطريقة الوحيدة التي ستمنح الإسرائيليين والفلسطينيين الأمل في التمتع بما وصفه بالإجراءات المتساوية من الأمن والسلام والكرامة.


في سياق متصل، أكد الملك الأردني عبد الله الثاني أهمية تكثيف الجهود عربيا ودوليا لترجمة وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية إلى هدنة ممتدة، تدفع باتجاه حل سياسي يحقق للفلسطينيين حقوقهم المشروعة. وشدد الملك عبد الله خلال لقاء له في عمان بأعضاء مجلس الأعيان، على أنه لا بديل عن حل الدولتين لتحقيق السلام العادل والشامل.


كما أكد الملك عبد الله ضرورة تعزيز صمود المقدسيين ودعمهم، ومساعدة الفلسطينيين في غزة للتخفيف من معاناتهم بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع. ويزور وزير الخارجية المصري سامح شكري عَمّان لإجراء مباحثات مع نظيره الأردني أيمن الصفدي حول المستجدات في الأراضي الفلسطينية.وسيبحث الوزيران صباح اليوم الاثنين سبل البناء على إعلان وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتعزيز وقف التصعيد في سائر الأراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس المحتلة.


من جهة أخرى، غادر الوفد الأمني المصري قطاع غزة بعد لقاءات أجراها أمس الأحد بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وفصائل فلسطينية أخرى.وقال المتحدث باسم حركة حماس عبد الطيف القانوع إن الوفد المصري ناقش خلال لقاءاته آلية إعادة إعمار غزة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة وملف تثبيت التهدئة ووقف إطلاق النار في القطاع. وكان الوفد قد التقى في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث تثبيت وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي، ووقْف ما وصفه بالاستفزازات الإسرائيلية في القدس المحتلة والضفة الغربية، إضافة إلى تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لإعادة إعمار قطاع غزة، وترتيب البيت الفلسطيني.


من ناحية أخرى، وصلت إلى ميناء رفح البري على الحدود بين قطاع غزة ومصر قافلة مساعدات مصرية موجهة إلى سكان القطاع.
وتتضمن القافلة التي يقدمها صندوق “تحيا مصر” 120 حاوية محملة بأكثر من 3 آلاف طن من المواد الغذائية، بالإضافة إلى ملابس ومطهرات وكمامات قدمتها مختلف الشركات المصرية.


وفي السياق، بحث وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان أمس الأحد إطلاق تحرك دولي فاعل لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفق بيان للخارجية الفلسطينية.
وذكر البيان أن المالكي بحث مع الصفدي استمرار التنسيق والتشاور للجهود المشتركة لإطلاق تحرك دولي فاعل، وإيجاد آفاق حقيقية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل على أساس حل الدولتين وفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
وتوجه المالكي عقب زيارته عمان إلى العاصمة العراقية بغداد، حيث التقى رئيس الجمهورية برهم صالح، كما عقد مؤتمرا صحفيا مع نظيره العراقي فؤاد حسين.
وقال وزير الخارجية العراقي في المؤتمر نفسه إنه بحث مع نظيره الفلسطيني كيفية تنسيق العمل العربي المشترك على الساحة الدولية، والتأكيد على دعم وحدة الصف الفلسطيني والحاجة إلى حوار بين الفلسطينيين لتحقيق ذلك. وأضاف حسين أنه يجب “استثمار الانتصار الفلسطيني بطريقة صحيحة، وبدء حوار صريح لتحقيق وحدة الصف”.
من جانبها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من العودة إلى “نقطة البداية” وإلى مربع التصعيد والتوتر إذا استمر اقتحام الأقصى وحصار حي الشيخ جراح، وطالبت الإدارة الأميركية بالتدخل السريع لمنع سياسة الاستفزازات والتصعيد الإسرائيلية.
بدورها، وصفت وزارة الخارجية الفلسطينية استمرار اقتحام المسجد الأقصى بأنه استخفاف بالمواقف الدولية التي واكبت العدوان الأخير.
وأكدت الوزارة في بيان أن محاولات القفز على اعتداءات الاحتلال المتواصلة على القدس تفرّغ المواقف والجهود الدولية الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إحياء عملية السلام من مضمونها.
وحمّل البيان الحكومة الإسرائيلية -وعلى رأسها بنيامين نتنياهو- المسؤولية الكاملة عن اقتحامات الأقصى، وطالب المجتمع الدولي “بالوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية تجاه جرائم الاحتلال”.
وقال السفير أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية الفلسطيني إنّ إسرائيل تتعمد تصعيد اعتداءاتها على القدس، واقتحامها للمسجد الأقصى، وتشديد حصارها على حي الشيخ جراح، قبيل وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمنطقة.
بدوره، قال خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن هذه الاقتحامات “تؤكد أطماع الاحتلال في المسجد الأقصى”، محملا السلطات الإسرائيلية مسؤولية التوتر الذي سينجم عنها.
وأضاف “سلطات الاحتلال تريد بهذه الاقتحامات التي تمت بحراسة قوات كبيرة من الشرطة، إثبات عدم هزيمتها في الحرب التي شنّتها على غزة”.
وسادت حالة من الهدوء الحذر باحات المسجد الاقصى المبارك أمس الأحد بعد اعتداء قوات الاحتلال على عدد من الفلسطينيين وموظفي المسجد واعتقال عدد منهم، بالتزامن مع اقتحام مجموعات من المستوطنين باحات الأقصى منذ ساعات الصباح بعد توقف استمر نحو 20 يوما.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أجّلت إلى اليوم الاثنين تسليم ردها إلى مركز “عدالة” الحقوقي بشأن الالتماس الذي تقدم به باسم سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة لإزالة الحواجز التي نصبتها الشرطة الإسرائيلية عند مدخل الحي منذ أسبوعين.