حذّرت أوساط بكركي من نوايا تستهدف تغيير النظام، في إشارة إلى رغبة كل من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، الذهاب في سيناريو عقد مؤتمر تأسيسي.
ورأت مصادر مقربة من أوساط سياسية عدة أن “تحذيرات البطريرك الراعي المتكررة لها ما يبررها، بالنظر للتعطيل الممنهج لتشكيل حكومة جديدة، ورفض البعض وبينهم “حزب الله” السير في انتخابات نيابية مبكرة، تطرحها بعض القوى اللبنانية على غرار حزب القوات كحل للخروج بالبلاد من الأزمة التي تعصف بها، وأشارت الأوساط نفسها إلى أن بعض القوى وفي مقدمتها “التيار الوطني الحر” تفننت في وضع العراقيل أمام تشكيل حكومة طالما لم تتألف في “البياضة”، ويتلقى التيار البرتقالي في ذلك دعما مبطنا وأحيانا علنيا من “حزب الله”، دون النظر إلى عواقب ذلك على الوضع اللبناني المأزوم.
وأمام تقاطع تصريحات الرئيس حسان دياب بتأمين المازوت من العراق، ودعوة السيد نصر الله في خطابه أمس أن يستورد لبنان نفطه من إيران حلاً للتكدس أمام محطات البنزين، تتنامى مخاوف الساسة من تقاطع محلي وإقليمي لإبقاء الوضع اللبناني معلقاً إلى حين الانفجار السياسي الكبير الذي سيولد نظاما جديدا على مقاس البعض، فإما مؤتمر تأسيسي، أو حكومة عسكرية، أو تعديل للطائف نحو “مثالثة طائفية”.
وعلى كلٍ، تشير المعطيات كافة إلى أن الأسبوع الطالع سيكون فعلا أسبوعاً حاسماً بين مبادرة بري باعتبارها الفرصة الأخيرة لتشكيل الحكومة وفق توزيعة الـ 24 وزيراً، واستنباط حل عقدة توزير المسيحيين، وبين مراوحة “الخيارات الأخرى” التي باتت تدور حولها التكهنات بكثافة بدءاً باحتمال اعتذار الرئيس المكلف سعد الدين الحريري، حتى لا يعد مشاركاً في التعطيل الحاصل، وحينها سيكون على العهد أن (يقلع شوكه بإيده)، مروراً برفع لواء حكومة انتخابات، وانتهاء باستقالات نواب كتل وازنة من شأنها ان تفتح الباب امام انتخابات نيابية مبكرة، لأن التيار السني لن يقبل بحال تعديل الطائف، وفي ذلك، لا يمكن إسقاط لقاء السفير وليد البخاري بالعماد جوزيف عون، عند تفنيد معطيات المشهد الآني.
وبنظرة أكثر تفاؤلاً، يأتي طرح القوات اللبنانية فكرة الإنتخابات النيابية المبكرة أبعد من كلام في السياسة أو لمجرد إحراج الفريق الممانع، وإن كان ثمة من يرجح بأن تكون بمثابة خطوة لانتزاع تعهد مسبق من القوى السياسية لا سيما الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر الإلتزام بالإستحقاق الدستوري وإجراء الإنتخابات في موعدها في أيار 2022 بعدما تردد ان هنالك من يدعو منذ الان الى تأجيل الانتخابات النيابية والرئاسية الى حين اتضاح معالم وصورة التسوية في المنطقة.
ومع ذلك، فالبلد على شفير الهاوية، خوفاً من أن تنسحب مشهدية ال 2005، و2009 على 2021، ويتكرر سيناريو الإغتيالات السياسية، وهنا يرى البعض أن لبنان لابد ألا يخضع من جديد لابتزاز السلاح ولذلك، ما تزال الأنظار معلقة بعين التينة، وما ستتمخض عنه مساعي الرئيس بري.