اختتمت في العاصمة العراقية بغداد يوم أمس القمة الثلاثية بين قادة العراق ومصر والأردن والتي جاءت لبحث سبل التعاون والتنسيق والتكامل الاستراتيجي بين البلدان الثلاثة.
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في ختام اجتماعه مع العاهل الأردني عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن القادة الثلاثة اتفقوا على مواصلة التنسيق حول عدد من الملفات الإقليمية كالملف السوري والليبي وكذلك اليمني والفلسطيني، وعلى صياغة رؤية مشتركة حول هذه القضايا من خلال التعاون والتنسيق من أجل مساعدة أشقائنا في هذه الدول على مواجهة هذه التحديات.
وأضاف الكاظمي قائلاً: “ركزنا على الاستثمار والتعاون الاقتصادي، واتفقنا على رؤية مشتركة، ونجحنا في الوصول إلى تصورات محددة، ونحن الآن في مرحلة الوصول إلى تنفيذ هذه المشروعات، في مجالات الربط الكهربائي والزراعة والنقل، بالإضافة إلى مسألة الأمن الغذائي التي طرحها الملك عبدالله الثاني في لقاء القمة السابق”.
وعقد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع نظيريه المصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي، قال فيه إن الاجتماع الثلاثي ناقش عدداً من القضايا، من بينها العمل المشترك في مجال الصناعات الدوائية وإنشاء مدن صناعية.
من جانبه، قال الصفدي إن بلاده تقف إلى جانب العراق في مواجهة التحديات المشتركة. وقال: “إننا ندعم عملية إعادة البناء في العراق وعلاقتنا تقوم على المصالح المشتركة” مؤكداً على ضرورة “إبعاد العراق عن النزاعات الإقليمية وتبعاتها”.
ووفق مراقبين، فإن مجرد عقد القمة، يؤكد استعادة العراق للثقة العربية والدولية، فالأمن فيه مستتب إلى لدرجة تسمح بتنظيم مؤتمرات قمة، واستقبال رؤساء وملوك الدول الأخرى على أرض العراق، بعد سنوات من الفوضى.
تأتي هذه القمة أيضاً في وقت حساس جداً، خاصة والمنطقة ماضية نحو مقاربة جديدة، وعملية تحول في السياسات الدولية نحوها، وهي تأتي كترجمة لرغبة العراق في العودة للمحيط العربي، وتعزيز هذه القناعة لتتحول إلى ارادة ملموسة ومجسدة سياسياً، وفي المقابل فإن هذا الوجود العربي الكبير ممثلاً في مصر والأردن في العراق، يعبر عن الرغبة العربية القوية للعودة للعراق.
وتعد الرسالة الأهم من هذه القمة هي لإيران وأتباعها في العراق، بأن العراق الرسمي لن يقبل بابتلاع البلد بشكل كامل من قبل المحور الإيراني، وهو يسعى لوضع حد لتدخلات طهران في القرار العراقي،
ولا سيما الخارجي.
وفي جهة أخرى، فإن مشروع “الشام الجديد” الاقتصادي الذي بحثته القمة الثلاثية وكان بمثابة عنوان لها يكشف أن بغداد تسعى لدور محوري في العالم العربي، وذلك عبر السعي لبلورة مظلات تعاون عربية متعددة، تبعا للقرب الجغرافي، وفق هؤلاء المراقبين، والتعاون الثلاثي يمكن أن يشكل البداية فقط.