يتوقف مصير أحدث مقترح لوقف إطلاق النار في غزة إلى حد بعيد على رجلين هما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقائد حركة “حماس” في قطاع غزة يحيى السنوار.
ويخضع كلاهما لضغوط سياسية وشخصية كبيرة تؤثر على عملية صنع القرار، كما لا يبدو أن أيا منهما في عجلة من أمره لتقديم تنازلات لإنهاء الحرب المستمرة منذ 8 أشهر، وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع.
وطلبت “حماس” التي قبلت بالمقترح “تعديلات” واعترض نتنياهو على جوانب منه، رغم أن واشنطن عرضته في إطار خطة إسرائيلية.
ومن بين النقاط الشائكة الرئيسية كيفية الانتقال من هدنة مؤقتة مبدئية في المرحلة الأولى من الاتفاق إلى وقف دائم لإطلاق النار، يشمل وقفا تاما للقتال وانسحابا كاملا للقوات الإسرائيلية من غزة.
على الجانب الآخر، تعرض نتنياهو طوال فترة الحرب لانتقادات واتخذ موقفا متشددا بشأن وقف إطلاق النار وقال إنه لن يوقف حربه حتى التدمير الكامل لقدرات “حماس” العسكرية وتلك الخاصة بقدرتهم على الحكم.
وبعد حملة الاستقالات من حكومة الحرب، تعين على نتنياهو أن يوازن بين الضغوط الداخلية، ومطالب إدارة بايدن التي تروج لأحدث اقتراح لوقف إطلاق النار، ومطالب عائلات الأسرى الذين يرون أن الاتفاق هو السبيل الوحيد لاطلاق سراح أحبائهم.
يشار إلى أن تفكيك الائتلاف الحكومي قد يؤدي إلى انتخابات جديدة، ما قد يسفر عن نتيجة تنهي حكمه، لتبدأ التحقيقات في إخفاقات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتحقيقات في فساده استمرت طوال الحرب.
وفي تعليقه، قال جدعون رهط، الزميل في “المعهد الإسرائيلي للديمقراطية” في القدس “إنه (نتنياهو) يدير الحرب كما يريد، أي ببطء شديد. إنه يشتري وقتا”.
مهمة السنوار “البقاء على قيد الحياة”
أما السنوار، فيبدو بدوره أنه ليس في عجلة من أمره لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، وتتباين آراء قادة “حماس” إلى حد ما حول التعامل مع مقترح وقف إطلاق النار لكن السنوار له وزن خاص في هذه المسألة.
وعلى المستوى الشخصي، قد تكون حياته على المحك. فقد توعدت إسرائيل بقتله ردا على “هجوم أكتوبر”.
وقال خالد الجندي، الزميل في “معهد الشرق الأوسط البحثي”، ومقره واشنطن “أعتقد أنه يدرك أنه رجل ميت يمشي على الارض. لكن السؤال هو: إلى متى يمكنه الصمود؟”.
الا أن دوافع السنوار لا تنحصر في مصيره الشخصي فقط. إذ يسعى إلى تدمير إسرائيل، وقد حقق مكاسب سياسية من خلال إضرار الحرب بمكانة إسرائيل الدولية وتعزيزها الدعم للقضية الفلسطينية.
المصدر: وكالات