وجدت دراسة جديدة أن إدمان الإنترنت يغيّر الإشارات بين مناطق مختلفة من الدماغ لدى المراهقين وقد يجعلهم أكثر عرضة للانخراط في سلوك إدماني آخر.
أوضح الباحثون أن إدمان الإنترنت يرتبط بتعطّل إشارات معينة تشارك في شبكات عصبية متعددة.
وقال المعد المشارك في الدراسة، ماكس تشانغ، الباحث في جامعة كوليدج لندن (UCL): “تلعب هذه الشبكات دورا مهما في التحكم في انتباهنا، بالتعاون مع القدرة الفكرية والذاكرة العاملة والتنسيق الجسدي والمعالجة العاطفية. وكل ذلك له تأثير على الصحة العقلية”.
وفي الدراسة، راجع تشانغ وزميلته إيرين لي، دراسات التصوير العصبي لآثار إدمان الإنترنت على أدمغة الشباب.
وركزت المراجعة على 12 دراسة تصوير عصبي للمراهقين المدمنين على الإنترنت، والتي فحصت التغيرات في الاتصال بين شبكات الدماغ، والتي تعمل بشكل متضافر للتحكم في السلوكيات المهمة والتطور.
وتبين أنه عندما انخرط المراهقون المدمنون على الإنترنت في أنشطة تحكمها شبكة التحكم التنفيذية في الدماغ (مثل السلوك الذي يتطلب الاهتمام والتخطيط وصنع القرار)، أظهرت مناطق الدماغ هذه اضطرابا “كبيرا” في قدراتها على العمل معا.
وقال تشانغ: “تم الإبلاغ في كثير من الأحيان عن انقطاع الاتصال الوظيفي أثناء المهام التي تحتاج إلى الاهتمام والتركيز. وقد تؤثر مثل هذه التغييرات في الإشارات على التنمية والرفاهية. إن الإجابات الحالية ترسم فقط صورة غير مكتملة لا تعكس بالضرورة استخدام الإنترنت على أنه إيجابي أو سلبي بشكل كبير”.
ويقول إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات التي تشمل عددا أكبر من الأشخاص من مجموعة أكبر من السكان، لتأكيد كيف يغير إدمان الإنترنت الطريقة التي يتحكم بها الدماغ في السلوك، وبالتالي رفاهيتنا العامة.
لكن البروفيسور ديفيد إليس، عالم السلوك في معهد الأمن والسلوك الرقمي بجامعة باث، والذي لم يشارك في الدراسة، حث على توخي الحذر بشأن النتائج.
وحذر من أن “قياس إدمان” الإنترنت غير مقبول عالميا، وبالتأكيد لا يمكن تشخيصه باستخدام أدوات المسح المستخدمة في الدراسات المضمنة كجزء من المراجعة.
وأضاف أن “أي ارتباط بين الاتصال الوظيفي و”إدمان” الإنترنت هو تحت رحمة العديد من المؤسسين”.
نشرت الدراسة في مجلة PLOS Mental Health.
المصدر: ديلي ميل