نشرت صحيفة “معاريف” العبرية يوم الأربعاء تقريرا خاضت في تفاصيله عن القرارات المصيرية التي تنتظر إسرائيل في علاقة بالصففة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف الحرب في غزة.
وقالت الصحيفة “يبدو إن إسرائيل وبعد مضي نحو ثمانية أشهر على بداية الحرب في غزة وصلت إلى منعطف مصيري في اتخاذ القرار إما الصفقة أو التصعيد”.
وأضافت “في الواقع يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون لها أهمية مصيرية بالنسبة لمستقبل إسرائيل”.
المزايا الكامنة في الصفقة بالنسبة لإسرائيل
وفي السياق تحدث شاي هار تسفي الباحث الإسرائيلي في “معهد السياسات والاستراتيجيا في جامعة ريخمان” عن استراتيجيات العمل الممكنة في هذه المرحلة، حيث صرح بأن “الصفقة التي كشف عنها الرئيس بايدن تجسد بالضرورة العديد من المزايا أولا وقبل كل شيء ستسمح بعودة المختطفين، وهو الهدف الفوري والأكثر إلحاحا إلى جانب وقف إطلاق النار المطول في غزة وهذا سيخلق شروط التسوية في لبنان على أساس قرار مجلس الأمن الدولي المحسن رقم 1701 ووفقا للتفاهمات التي عرضها عليهم الوسيط الأمريكي وكبير المستشارين في البيت الأبيض عاموس هوشستاين”.
وأضاف أيضا: “هذا الترتيب يمكن أن يسمح لعشرات الآلاف من السكان في الشمال بالعودة إلى منازلهم والبدء في عمليات البناء وإعادة التأهيل في المستوطنات الشمالية، كما أن الترتيب مع حزب الله سيتيح للجيش الإسرائيلي مجالا للعمل على تحديث قدراته للتعامل مع حزب الله في واقع أكثر راحة.
وأوضح شاي هار تسفي أن “هذه الشروط ستمهد للترويج لاتفاقية تطبيع تاريخية مع السعودية وإقامة تحالف إقليمي بين إسرائيل والدول العربية بقيادة الولايات المتحدة”.
وذكر أن يجسد اتفاق التطبيع إمكانية تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط وتحسين مكانة إسرائيل على الساحة الإقليمية والدولية وتعزيز التعاون مع الدول العربية في مجموعة واسعة من المجالات.
عواقب فشل الصفقة
في هذه النقطة أفاد الباحث الإسرائيلي في “معهد السياسات والاستراتيجيا في جامعة ريخمان بأن “هناك افتقارا كبيرا إلى الوضوح فيما يتعلق بفرص دفع الصفقة إلى الأمام”.
وأشار شاي هار تسفي إلى وجود اختلاف جوهري في من سيُنظر إليه على أنه الطرف المسؤول عن الفشل.
وأضاف “في السيناريو الذي يُنظر فيه إلى حماس على أنها مسؤولة، فقد تستفيد إسرائيل من الشرعية المؤقتة لمواصلة القتال ولكن لفترة قصيرة”.
وصرح بأنه من المرجح أن تستمر الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب، بل وتتزايد.
وبين أنه وفي كل الأحوال فإن معنى فشل المفاوضات سيكون استمرار القتال، وترك المختطفين في أسر حماس، مع احتمال حدوث تصعيد كبير في الشمال والتحول إلى نطاق واسع.
وشدد هار تسفي على أن “التصعيد في هذا الوقت مع حزب الله قد يكون لا مفر منه، لكن على إسرائيل أن تسعى جاهدة لخوض الحرب في ظل أفضل الظروف والتوقيتات الممكنة”.
والمعنى الآخر لفشل المفاوضات هو التجميد المطول لاتفاق التطبيع على الأقل إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر 2024 وهو ممكن لفترة أطول بكثير خاصة في سيناريو تغيير الإدارات، وقد يكون لذلك أيضا تأثير سلبي على قدرة إسرائيل على صياغة خطة استراتيجية واسعة النطاق للتعامل مع التهديد الإيراني المتزايد.
ما المطلوب من نتنياهو؟
وفقا هار تسفي “بعد أن كشف الرئيس الأمريكي عن الصفقة وتأكيد المتحدثين باسم حكومة نتنياهو على أنه اقتراح إسرائيلي، تقلصت قدرة رئيس الوزراء الإسرائيلي على التنصل منه بشكل كبير”.
وتابع قائلا: “الحسابات المتعلقة بالصفقة قبل نشرها تختلف عن تلك التي بعد نشرها، لذلك في الواقع الحالي يجب على رئيس الوزراء نتنياهو أن يسعى إلى الترويج للصفقة، ومن الواضح أن لها تكاليف مؤلمة”.
وشدد على أنه سيتعين على نتنياهو أن يصمم خطة استراتيجية واسعة النطاق لإعادة إعمار غزة تتمحور حول بناء بديل حكم واقعي لحماس كخطوة مكملة للنشاط العسكري بما يتيح تشكيل تحالف دولي وعربي يتولى مسؤولية إعادة إعمار غزة، ويكون جاهزا لاستثمار المبالغ الضخمة اللازمة لإعادة الإعمار (عشرات المليارات من الدولارات).
وفي ختام تحليله للواقع أكد هار تسفي أن الإنجازات العسكرية قد تتآكل تدريجيا، كما حدث بالفعل في الأشهر الأخيرة.
المصدر: وكالات